أقلامهم

ذعار الرشيدي يرى أن الأمن والأمان في الكويت لا يلغيان وجود فساد سياسي متضخم وينتقد من لا يريدون حديثه عن هذا الفساد

لصوص الفساد السياسي وطبيب ال3 ثوان


ذعار الرشيدي


لا أكره في حياتي جماعة قدر كراهيتي لمن يؤمنون بجملة «الهون أبرك ما يكون» الذين يسطحون العميق ويبسطون الأشياء العظيمة كأن يقولون لك عندما تطالب بتغيير النهج الحكومي وضرورة مكافحة الفساد المستشري: «يا أخي احمد ربك انت في ديرة أمن وأمان تطلع من دوامك روح بيتكم بين عيالك والأمور ماشية» وهذه الجملة هي الجملة التي يكررها على أدمغتنا المسطحون، كلما طالبنا بتغيير النهج الحكومي وختموا حديثهم السمج بجملة «الله لا يغير علينا».
لأصحاب جمل التخدير الحكومية تلك أسألهم «الأمن» الذي لا ننكره في بلدنا والحمد لله وجوده لا ينفي وجود فساد سياسي متضخم، وكذلك لا ينفي وجود عشرات الصفقات المشبوهة التي نسمع عنها ونراها بل نشعر بها من حولنا ونقرأها في تقارير ديوان المحاسبة، وجود الأمن العام المنظم لحياة الأفراد، لا ينفي ان الحكومة ارتكبت أخطاء جسيمة لابد ان تحاسب عليها أولها وأهمها ملف خطة التنمية من أول صفحة فيه حتى الفهرس، «الأمن والأمان» الذي يتحدثون عنه لا ينفي أبدا وجود خطر مستقبلي على البلاد سيقلب «أمنها» بعد سنوات إن استمر التعاطي الحكومي الخاطئ نهجا تسير عليه هذه الحكومة والحكومات التي ستأتي من بعدها.


هؤلاء المخدّرون يريدوننا ان نعتقد بأن اللص يرتدي قميصا مقلما بالأبيض والأسود ويرتدي قفازين ويضع على عينيه قناعا، رغم ان اللصوص في زمن الفساد السياسي يركبون البانيميرا ويرتدون غترة «منشاة» مقاس 60 وعقال مرعز تطريز وأحيانا «بشوت»، هؤلاء أخطر على البلد من اللصوص المقنعين الذين لا تتعدى في الغالب سرقاتهم محفظة تحوي 100 دينار أو هاتفا نقالا قديما أو حتى «تواير» وانيت تعطل بصاحبه على طريق العبدلي، أما لصوص الفساد السياسي فيسرقون المستقبل وملياراته ويحطمون أحلامنا على أحجار أساسات مشاريع لن تقوم لها قائمة.


يا سادة لصوص الفساد السياسي يسرقون جهارا نهارا، وإن لم تفعل هذه الحكومة شيئا لإيقافهم استنادا على تقارير المحاسبة لا استنادا على اتهاماتنا نحن الكتاب فسنفقد بلد الأمن والأمان وهو الأمر الذي يجعلنا نعارض هذه الحكومة ونهجها. بل نعارضها من الألف إلى الياء ومنذ نشأتها الأولى، لم يعد هنا مجال للمجاملة على حساب البلد.


توضيح الواضح:


طبيب أطفال سوري في مستوصف القصر يفحص الطفل في أقل من 3 ثوانٍ، وبمجرد النظر الى الطفل يقوم بتسجيل الوصفة ولا يقبل من والدة الطفل المريض أي حديث عن طفلها ثم يقوم بطردها قائلا: «روحي للصيدلية يفهموكي»، وأقسم بالله لو كان «ساحرا» أو «بصّارا» لما تمكن من قرا‍ءة «بخت» الطفل بـ 3 ثوان، ولو كان منزله لما طرد منه ضيوفه فما بالكم وهو «الضيف» في هذا البلد ووزارة الصحة للجميع مواطنين ووافدين ويُعطى راتبا يُفترض أن «يحلله» بأن يراعي الله في المرضى، ولا أعتقد ان الطبيب الوزير هلال الساير يرضى بأن تتم معاملة المرضى وخاصة الأطفال أن يتم فحصهم بـ 3 ثوان على يد طبيب «ما له خلق».