أقلامهم

الديرة مخامط .. والمناصب لأصحاب الوجوه العريضة والظهور القوية.. جعفر رجب في تعليق على تعيينات وزيرة التجارة

جعفر رجب

الديرة مخامط

«لحق ما تلحق»، ففي الديرة «مخامط»، ليس على «الفيمتو» الذي حدد سعره بـ 490 فلسا، في انجاز لم يسبق له مثيل، ولكنه مخامط على الكراسي، لحق قبل ان تجد نفسك معلقا بالهواء، لا جبل تصعد اليه لا وادي تنزل عليه، فالكل في هذه البلاد «يضبط ربعه»، ومسكين من كان ربع الشهادات والكفاءات والخبرات! 

ماذا يفعل المواطن الحافي الذي ليس «ربعا» لأحد يسنده، ولا يملك ربع دينار في جيبه، يبرد عليه حر الصيف، ويظلل عليه شمسها!

ماذا يفعل المواطن الذي لا يملك الا كفاءته، وهو ليس ربعا لاحد، يسند ظهره في مقابل اصحاب الظهور والوجوه العريضة!

ماذا يفعل المتخرج الحاصل على اعلى الدرجات، ان كان لا يملك ربع عائلة، ولا ربع قبيلة، ولا ربع طائفة، لا وزير يسانده، ولا نائب يعاضده، فتذهب التعيينات لابناء الوزراء وربعهم، ويبقى صاحب تقدير الامتياز على باب الفتوى والتشريع يطر ربع عدالة، وثمن مساواة، وعشر قانون!

ماذا يفعل المواطن العادي، الذي لا يمتلك مواصفات، «فل أوبشن»، وعزة نفسه تمنعه ان يكون تابعا لاحد، او محسوبا على احد سوى وطنه!

ماذا يفعل من يتعب ويدرس في ارقى الجامعات في الخارج، يرجع ويرى اصحاب شهادات الميلاد وشهادات التموين والتطعيم هم من يملكون القرار، وهم من يديرون الوزارات، ويتساءل عن فائدة اغترابه وتعلمه ان كان المسؤولون عنه، غربتهم الوحيدة كانت في… شارع الهرم!

اسأل وتسألون هذه الاسئلة، هم لا يريدون ان يكونوا وكلاء، ووكلاء مساعدين، واعضاء مجالس ادارات، ومستشارين، فهذه مناصب لا تليق بهم، فقط يسألون لماذا لا يحصلون على مكان يليق بتخصصهم وكفاءتهم! 

دماؤهم حمراء، لا يملكون ثمن شراء دم أزرق، لكنهم يأملون خيرا في وزيرة التجارة، سمعوا انها لا تعين الا صاحب كفاءة، ولا تقبل الا صاحب شهادة، ولا تقبل من خبرته شهادات وابحاثاً مزورة، وما اكثر ما يسمع الانسان من هلوسات وهو في غياهب جب الفوضى والمحسوبية!

ايها المواطن الذي بلا ربع، لا «تتحلطم» كثيرا، انت على الأقل تملك ربعا «حفاي» مثلك، وانت احسن حالا ممن لا يملك ربع صديق في هذه البلاد، ولا يباع في اسواقنا بربع فلس، انه المعتقل في زنزانات النظام، المدعو «القانون»!