أقلامهم

مبارك المعوشرجي يعرض ثلاث كوارث تاريخية تمر بها الكويت

مبارك مزيد المعوشرجي
 ثلاث آهات على وطني
الأولى:
استقالة الشيخ الدكتور محمد الصباح السالم الصباح، سليل الأمراء، وتلميذ أمير الديبلوماسية… خاله سمو الأمير حفظه الله ورعاه، من وزارة الخارجية هو خروج للخبرة والتوازن والكفاءة من الحكومة السابعة. نحن لا نلوم بو صباح على ما فعله، ونثمن له ما قام به ولكن كنا نتمنى لو أنه مج الماء من فمه، وكشف لنا المستور، وأخرس أصوات النشاز التي فسرت وهولت الأمر على غير حقيقته.
الثانية:
عند غرفة مكائن الديزل في كل مكان نجد أثره على التربة، ونشتم رائحته على بعد عشرات الأمتار، ولكن أن تخرج ملايين البراميل من محطات سرية بصهاريج حمولة عشرين ألف لتر، وتهرب هذه الكمية من الكويت إلى العراق دون أن يرى لها أثر، أو تشتم لها رائحة فهذه معجزة، سمعنا بطاقية الاخفاء، وشاهدنا أفلام الرجل الخفي، ولكن لم نسمع ولم نر عن صهاريج خفية ماركة الشبح، ولكن أقول «الشق عود وما يترقع».
الثالثة:
كانت جدتي رحمها الله تعاير صديقتها ومع نهاية القرن التاسع عشر بداية القرن العشرين، وقبل أن يستعيد آل سعود الكرام ملكهم على نجد، كان اللصوص يسرقون حلال أهل قريتهم ليلاً ويبيعونها في أسواقهم عليهم نهاراً من دون خوفا أو حياء ويشتري أهل القرية حلالهم منهم بخوف ووجل كان ذلك بسبب غياب القانون وانعدام الامن وخوف الناس على حياتهم. واليوم يحصل لدينا في الكويت ما كان يحصل في تلك القرية في ذاك الزمان… تراب البلد ورماله يسرقان من الصحراء ثم ينقلان على مئات الشاحنات لتباع هذه الثروة الوطنية المنهوبة على الدولة بغالي الأسعار ولا من شاف ولا من دري، مع أن اليوم الشرطة في كل مكان، والأمن والأمان منتشر في ربوع البلد… ولكن الغائب هو الضمير.
الشرفاء يبتعدون، والثروات الوطنية تسرق، ولا هم للحكومة السابعة إلا البقاء في السلطة، ولا هدف لنوابنا إلا إسقاطها. تبون تنمية… بالمشمش!
إضاءة
«سمعك بالمعيدي خيراً من أن تراه»… مثل تذكرته وأنا أشاهد من يسمي نفسه بالمفكر والمحلل، ما اضطرني أن أحول موشر التلفزيون إلى قناة أخرى، فقد كان هذا المحلل مضحكاً أكثر من طارق العلي.