أقلامهم

د.أنور الشريعان مناشداً صاحب السمو: في الكويت الكثير من المخلصين يمكن أن يمثلونا في مجلس الأمة

بيدك الأمر يا صاحب السمو


د.أنور الشيعان


رغم جمال الجو في هذه الأيام، ورغم أننا على مشارف أيام عيد الأضحى المبارك، فإننا نعيش حالة من الإحباط والتوتر نراها في أوجه الناس قبل أن نحسها في داخل أنفسنا..
لم أعش في حياتي فترة أرى جميع من حولي محبطا متشائما من المستقبل ورافضا للواقع إلا في هذه الأيام، كنت على قناعة بأن الوضع العام السياسي يؤثر فقط في المهتمين بالشأن العام، أما اليوم فإن الوضع السياسي انعكس على الجميع.
وعلى الرغم من أن محيطنا العربي يعيش ما يسمى بالربيع العربي، فإننا في الكويت مازلنا نعاني جوا صيفيا حارا، ورغم جمال الجو هذه الأيام، فإن الكل مستاء، والأغرب أن جميع الفرقاء مستاؤون ومحبطون، فليست فقط الجموع الكثيرة الناقمة على ما ظهر من فضائح الإيداعات المالية والتحويلات هي المحبطة والحزينة، ولكن الطرف الآخر يعيش هذه الحالة.
اليوم بداية إجازة طويلة نسبيا، أتمنى أن تنتهي بشعور أجمل ينتشلنا مما نحن فيه، أتمنى أن نضع جميعا أيادينا في أيادي بعض فنودع هذا الواقع المزعج، ونبدأ العمل لمستقبل أجمل وأكثر سعادة، فقدنا الثقة جميعا بهذا المجلس، وفقدنا الأمل من هذه الحكومة، ولكننا دائما نتطلع إلى حل يأتي من صاحب الأمر، قد تكون لصاحب السمو رؤية لا نراها، وقد يكون يأمل -كما كنا نأمل- أن ينصلح حال النواب والحكومة، ولكن يا صاحب السمو أغلبية أبنائك وبناتك من أهل الكويت لا يفقهون من أمر السياسة الكثير، ولكنهم يتألمون كما تتألم من تردي الأوضاع، ويأملون أن يروا بلدهم أجمل في ظل قيادتك..
يا صاحب السمو.. في الكويت الكثير من المخلصين والصادقين الذين يستطيعون أن يكونوا خير من يمثلنا في مجلس الأمة، والكثيرون القادرون على تولي المناصب الوزارية، وهناك كثير من أبنائك من الأسرة قادرون على قيادة الحكومة، فالكويت ليست الـ67 نائبا ووزيرا الحاليين!!
قد نحتاج إلى مؤتمر وطني يجمع الرجال والنساء من شباب هذا الوطن يضعون رؤيتهم في كيفية انتشالنا من هذه الغربة التي نعيشها..
ختاما.. قبل 10 سنوات كتب المرحوم أحمد الربعي هذه الكلمات الجميلة تحاكي واقعنا اليوم:
وطننا ليس وطن اللصوص وقاطعي الطريق، وبائعي ضمائرهم، ومهربي المخدرات، ولكنه وطن الأغلبية التي نستمد منها القوة والتفاؤل بالمستقبل!
أوقفوا حفلة القلق والتوتر والتشاؤم يرحمنا ويرحمكم الله.