كتاب سبر

شعرة معاوية!

قال معاوية بن أبي سفيان عندما سأله أحد الأعراب: “كيف حكمت أربعين عاما، ولم تحدث فتنة واحدة بالشام بينما الدنيا تغلي؟”، فأجابه: “لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها”.
باختصار شديد، نحن اليوم بأمس الحاجة لحكمة معاوية، أو لشعرة معاوية كما يسمّيها الساسة.. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي “العربُ”. فلو كانوا حكّامنا يعون حكمة معاوية لما هبّت علينا نسمات الربيع. ولما ضُرب الشعب الكويتي على مرأى ومسمع السلطة، بل بأوامرَ منها أحياناً.
شعرة معاوية شابت من أفعال ناصر المحمد وحكومته ومرتزقته وعساكره.. عساكره البواسل على العُزّل من أبناء الشعب الكويتي، عساكره الذين يرون في الشعب الكويتي ندّاً لهم، وبالمعارضة مرتزقة ومخربين، وشباب الإرادة مأجورين، وغالبيتهم يحملون جنسية دولة مجاورة (كما بثّت إحدى الخدمات الإخبارية السابحة بفلك الرئيس).. إلا من رحم ربي.
النائب عبدالرحمن العنجري لخّص بكلمته في ساحة الإرادة جلّ ما تكتظ به صدورنا من هموم.. حين قال موجهاً كلامه لسمو الأمير، “اعقلها وتوكل يابوناصر واعزل ناصر المحمد”، وختم العنجري كلمته بقوله لسمو الأمير “الشعب الكويتي بكفة وناصر المحمد بكفة”. وما إن انتهى التجمع (السلمي) حتى انهال الضرب على الشباب دون سبب أو مبرر.. حتى اُستفزّ الشباب، فقاموا باسترداد بيت الأمة للأمة.. في واقعة أشبه ما تكون بـ(فتح مجلس الأمة)! ولكن عهد الرسول عليه الصلاة والسلام انتهى.. فلم نسمع أحداً يردد اذهبوا فأنتم الطلقاء.
همسة:-
ساحة الإرادة أثبتت على مرّ السنين أنها ساحة الأحرار، ولكن اتضح في التجمع الأخير أنها سهلة التطويق من الشرطة، لذلك أتمنى أن يكون التجمع القادم بمكان يصعب على الجنّ الأزرق تطويقه، وأنصح شخصياً بمكان مفتوح، كالساحة المقابلة للقهوة الشعبية بمنطقة العارضية الصناعية، وهو مكان المقر الانتخابي الدائم للفذ مسلم البراك.
نكشة:-
المادة 184 من الدستور الكويتي تنص على أننا “مش حنمشي، هوّا يمشي”.
***
فلاح الحشاش..
Twitter @ALHShaSh
F.ALHShaSh@hotmail.com