أقلامهم

الدويله: العناد.. وما أدراك ما العناد..؟ ركوب الرأس! هذا والله الذي دمّر البلد وأجّل الاصلاح

مبارك فهد الدويله 
«مقتطفات من حقل ألغام»
مهما كانت مبررات من اقتحم مجلس الأمة في يوم الأربعاء الماضي، فلا جدال في ان عمله خطأ، وان ما قام به أفسد عليه مكاسبه وقلل من خسائر خصمه، وأنا شخصياً أحمّل مسؤولية الاقتحام إلى النواب الذين قادوا الجماهير المتعطشة للحراك والغاضبة من الأوضاع، فالنائب الذي كسر بيديه باب قاعة عبدالله السالم وهو يعلم ويشعر بحماس الجماهير من خلفه، كان يعلم كذلك ان السيطرة عليها أمر من سابع المستحيلات، لذلك ضاعت صرخات الحربش والمسلم المطالبة للشباب بالخروج من القاعة هباء منثوراً وسط صيحاتهم ونشوة الانتصار التي اختلجت في صدورهم.
***
إذا كانت حادثة الاقتحام أزعجت التيار الليبرالي في الكويت – وهي بلا شك مزعجة – مما حداه الى الدعوة الى تجمع يوم الثلاثاء المقبل لانقاذ الكويت، فان ما قامت به الحكومة من استمالة لضمائر بعض نواب الأمة وتخريب العمل البرلماني وتفريغ الدستور من محتواه أولى بان نوجه من أجله دعوة لانقاذ ما تبقى من مقومات هذا الوطن.
***
الادعاء بان بين المقتحمين من يحمل جنسية ثانية لاحدى الدول الخليجية المجاورة، او الاتهام الذي وجهه نائب الى هذه الدولة بانها ضجرت من الديموقراطية الكويتية وأرادت تخريب هذه الممارسة، كل ذلك لعب بالنار، ودليل على ان الطرف الحكومي ليست لديه حجة لمعالجة قصور ادائه، ويبرر فشله في مواقفه داخل المجلس باثارة مثل هذه القنابل الصوتية! صحيح ان الاقتحام خطأ لا مبرر له، لكن الخطأ الأكبر ما نسمعه من مؤيدي الحكومة للتكفير عن مواقفهم المتخاذلة في وقوفهم معها.
***
كان أولى بنواب المعارضة الاكتفاء بالاعتصام في ساحة الإرادة وانهاء مهرجانهم بعد انتهاء خطبهم، والعودة الى منازلهم محترمين كما جاؤوا منها محترمين، لكن الغرور والشعور بالعظمة في نفوس بعض نوابنا الأفاضل جعلا نظرتهم الى الأمور قاصرة وتقييمهم للأحداث خاطئا، فجاءت دعوتهم للمسيرة لتقلب النجاح الى فشل والتقدم الى تقهقر، واعطت الخصم ورقة يلعب بها كيفما شاء متى شاء. عندما يشعر الانسان بانه وصل القمة وان صوته اصبح هو المسموع وان الناس رهن اشارته وانه قادر على ان يعمل المستحيل، فهذا بداية السقوط والانحدار.
***
العناد.. وما أدراك ما العناد..؟ ركوب الرأس! هذا والله الذي دمّر البلد وأجّل الاصلاح، فالجميع يعرف حل هذه المشكلة وهذا الاحتقان! لكننا نرفض ان نتنازل عن كبريائنا وان نخطو خطوة نخاف ان يكسب منها من لا يستحق الانتصار! هذا ما يحصل اليوم وهذا سبب استمرار الازمة، لكن الى متى؟ ها هي بعض قيادات المعارضة ممن أعماها الغرور بدأت برفع السقف في خطاباتها وتبعها آخرون.. فماذا ننتظر؟ اليوم الوضع ممكن السيطرة عليه، لكن غدا يفلت الزمام، والخوف ان يأتي وقت نصبح عالة على المجتمع الدولي بدلا من سبب ونموذج لاستقراره.. الله يستر.