إلى أسرة آل الصباح
مفرج الدوسري
ان من اتخذ قرارا بان يحمل على عاتقه مهمة اسقاط الرئيس ليس غبيا ولا جاهلا ولا ساذجا، بل في غاية الذكاء والدهاء، ويدرك تماما أن من يسعى الى الاطاحة به يحظى بدعم كامل من صاحب المقام السامي حفظه الله، ويستمد شرعيته من التكليف السامي من قبل سموه ومن مجلس الأمة، ويعلم كذلك، علما نافيا للجهالة انه لا يناكف شخص الرئيس، انما يناكف من لا قدرة له به، ولكن لا يمتلك الشجاعة ولا الجرأة على الاعلان عن ذلك، او الافصاح به، وهنا لا اعني كل من ينتمي الى المعارضة، انما اخص ثلاثة اشخاص فقط، هم الرأس المدبرة والمخطط لكل خطوة تتم ولكل حدث يقع، اما البقية الباقية مما يسمى بالمعارضة فغفر الله لنا ولهم، لا فكر لهم ولا رأي، فقط ينفذون ما يملى عليهم، ويسيرون خلف الثلاثي وهم معصوبو الأعين دون ان يسأل احدهم ثلث الثلاثة كم.
أقطاب المعارضة الثلاثة لا يجهلون رغبة صاحب المقام السامي حفظه الله في بقاء سمو الشيخ ناصر المحمد رئيسا للوزراء، ويعون هذه الحقيقة التي وصلتهم بشتى الطرق وبشكل متكرر جيدا، منها الخطابات السامية التي قرؤوها بامعان وتدارسوها بعناية وتأملوها بشكل لا يحتمل الخطأ، ويعلمون علم اليقين ان صاحب المقام السامي حفظه الله قد قال كلمته الفصل في هذا الأمر، ولن يتراجع عنها ولو نبت في رأس كل واحد منهم نخلة، فهو سيد البلاد وكبيرها، وأبو السلطات جميعا، وصاحب الحق الأول والأخير في العزل والتعيين، وصلاحيات سموه الدستورية غير قابلة للنقاش.
اذاً لماذا يقومون بكل هذا التصعيد؟ ولماذا يجرون البلد الى هذه الفوضى؟ ولماذا يورطون زملاءهم في المعارضة وهم يدركون هذه الحقيقة؟
الجواب لا يحتاج الى الكثير من البحث، فالمسألة كلها مسألة جس نبض للنظام، وأقصد بالنظام الأسرة الحاكمة على وجه التحديد، فالثلاثي ليس من النوع السهل، ولا الذي يرمي بجميع أوراقه في وقت واحد، لا ابدا، فهز النظام الآن من وجهة نظرهم وفي هذا الوقت على وجه التحديد سيكشف مدى صلابته وتماسكه، ويحدد مواطن الخلل والضعف التي تعتريه، ويبين حجم الدعم الذي يحظى به بين مواطنيه، ليتم بعد ذلك تحديد العديد من الخطوات التي ربما تكون أكبر وأشد واقسى من اقالة رئيس مجلس الوزراء، ومن اراد ان يتأكد من صحة هذه المعلومة فما عليه سوى متابعة الخطوات التصعيدية التي يقوم بها هؤلاء الثلاثة، ومدى الجرأة والحدة التي اتبعوها في الطرح، والتحلل من بعض المحاذير التي كان يجب ان يتوقفوا عندها، ثم يبحث في نفسه عن سبب اقدامهم على القيام ببعض الأمور التي يعلمون سلفا انهم سيلامون عليها ويدانون، عندها سيتضح ان من يقوم بكل هذا لا يسعى الى اقالة رئيس الوزراء الذي يقف خلفه الأمير بكل ثقة، وانما يسعى الى ما هو اكبر من ذلك!!
ان الخلافات التي تعصف في بيت الحكم بسبب بعض ابنائه قد اوحت لهذا الثلاثي (وربما غيره) بأن الجدران قد بدأت تتصدع!! وان المسألة مسألة وقت ليس اكثر، وهذا ما جعل تكرار مقولة (الربيع العربي) حاضرة ولو على استحياء؟ لذلك تراهم يقومون بهز المجتمع واركان الدولة ومؤسساتها بشكل عنيف، ليتم بعد ذلك تقييم الموقف بشكل عام، وكم كانت امانيهم كبيرة وسعادتهم اكبر لو سقط في مشهد الاقتحام والالتحام قتلى وجرحى!!
المشهد اليوم مخيف جدا، وربما في الغد يكون اكثر رعبا، وان لم تثبت الاسرة الحاكمة انها تمسك بزمام الامور من خلال الحزم والحسم وتأخذ على يد بعض ابنائها قبل ان تأخذ على يد ابناء شعبها فقل على بني اميه السلام!
< نقطة شديدة الوضوح:
من يعتقد من ابناء اسرة الحكم انه ومن خلال دعمه لمن يقومون بهز صورة الحكم سيحقق مكسبا فهو واهم، وعليه ان يعلم علم اليقين انه لن يبقى له وجود متى ما سقط بنو عمومته، وفي التاريخ أمثلة وعبر!
أضف تعليق