أقلامهم

سعود السبيعي يكتب: زوال الكويت بعد عشر سنوات

 زوال الكويت بعد عشر سنوات
سعود السبيعي


ما ذكره الخبير الاقتصادي رئيس مركز الشال جاسم السعدون من ان الكويت ستزول بعد عشر سنوات اذا استمر الفساد في المؤسستين التشريعية والتنفيذية أمر يدعو الى استرجاع الذاكرة وإعادة قراءة وثيقة ويكيليكس التي نشرت قبل أشهر، والصادرة من السفارة الأميركية في الكويت وضمن ما جاء فيها ان الكويت ستزول بعد 20 سنة ولا أدري ما الذي جعل تقرير جاسم السعدون يطابق تقرير السفارة الأميركية وأي منهما أخذ من الثاني هذا الرأي؟
صحيح ان الفساد في كل الأحوال يقضي على كل شيء ولكنه لا يزيل الجغرافيا ولا يبيد الشعوب الا إذا كانت هناك مؤامرة دولية تدفع الى مثل هذا التوجه وتعمل على ترسيخ الاعتقاد لدى شعوب الدولة المستهدفة بحتمية الزوال وانه أمر واقع لا محالة. والفساد في كل الأحوال من أسباب زوال النعم والأمم كما أخبر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.


ولكن تقرير جاسم السعدون بزوال الكويت ارتكز على أسباب سياسية تختلف في مجملها عن القواعد الشرعية وإن اتفقت في استخدام مصطلح الفساد. ولكنها تختلف في معايير الفساد وأنواعه. فالسياسيون والاقتصاديون مثلا لا يعنيهم الربا الذي تمارسه البنوك فهذا لا يعد فسادا وكذلك الحريات الشخصية التي تتنافى مع تعاليم الإسلام بل ان تطبيق الشريعة وإقامة الحدود ليس بالضرورة من وجهة نظرهم مدعاة لانهيار الدول. فالأمثلة الإيجابية للقوة والتحضر والتقدم يضربونها دائما في الدول العلمانية التي تدعو لفصل الدين عن الدولة فتلك الدول هي المثال الناجح للتقدم من وجهة نطرهم ويجب على جميع الدول لكي تستمر أن تحذو حذوها وتتخذها مثالا وإماما.


إذن ما يقصده جاسم السعدون يختلف تماما عما يقصده مشايخ وأئمة الإسلام حول القواعد الشرعية لزوال النعم والأمم، والفرق واضح بين زوال نعم الأمة وزوال الحكم، مع فارق أن جاسم السعدون ضرب أجلا هو عشر سنوات لزوال الكويت نظاما وشعبا وجغرافيا مما يعني أن هناك كما يريد ابتلاع الكويت برمتها لتصبح ذات مسمى آخر تابعة لجهة لم ينبئنا عنها. وكلام السعدون ليس بالجديد، بل تحدثت عنه تقارير سياسية غربية نشرت مؤخرا أشارت الى أن الدول الغربية تسعى الى إعادة خارطة الشرق الأوسط الجديد وإذا كان تقريره قد استند الى مثل تلك التقارير ففي الواقع أن الدول الغربية إن كانت جادة في السعي لتحقيق أجنداتها السياسية لتغيير خارطة الشرق الأوسط فهي لن يعنيها إن كانت الدولة فاسدة أو صالحة، فهي ستسعى حتما لتحقيق مصالحها دون اعتبار لأي شأن آخر وإن تذرعت بالفساد كمبرر.


على العموم، ما يجب قوله ان الفساد أيا كان نوعه فهو خطر على الدولة، ولكن الكويت وشعبها بفضل من الله من الدول الخيرة التي ترفع شعائر الله وتسعى لنشر الخير بكافة أنحاء الأرض، ويشهد بذلك السلوك العام لأهل الكويت الخيرين. أما زوال الكويت بعد عشر سنوات فلن يكون بإذن الله الى أن تقوم الساعة، وفساد السلطتين كما زعم السعدون أمر ظني لا حتمي، ولن يكون ما دام الصالحون والأخيار هم غالبية شعب الكويت الحر الذي لا يقبل ان يقوده فاسد او متخاذل.


اللهم انصر الكويت وشعبها واحفظها من كل مكروه.