أقلامهم

جعفر رجب عن العام الفائت: أحداثه غريبة. فـ أحمد السعدون التزم الصمت إزاء تجاوزات النواب واقتحامهم المجلس


 لا اعتذار في السنة الجديدة


جعفر رجب


على مدخل السنة الجديدة أهدي سلامي لكم، وعليكم، رغم أن الوضع بين الأمس واليوم لن يتغير كثيرا، لا يتغير سوى «روزنامة المكتب» التي كلما قلبت صفحة منها، قلبت يوما من أيام حياتك!
*
إنه عام الطائر الأزرق «التويتر» الذي تم اكتشافه فجأة، ودخله الكبار والصغار، ورفع من شأن من لا شأن له، وأنزل من شأن ذوي الشأن، لأنه طائر صريح يكشف ما خفي، تقول رأيك وتقبض الرد «كاش» ومباشرة وعلى الهواء، وغلطة الشاطر فيها بألف ألف… إنه البديل الناجح لحائط المحول!
*
وزارة الداخلية تحولت إلى فرقة تفتيش، وهيئة أمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومع كل اعتقال وضبط تعلنها سريعا وتبشر الجماهير «داهمنا مخيما خلاعيا، قبضنا على شاليه ماجن، اعتقلنا شقة لهو وفرفشة، دمرنا فرقة طرب وغناء…»، والجماهير المحافظة على القيم والأخلاق الحميدة تصفق لهذا الانجاز، الداخلية تستعرض عضلاتها وتثبت وجودها، قبل اقامة الحفلة وقبل أن ترقص الجماهير… تقتحم وتضبط، ولا أحد يعرف السر، لماذا لم تداهم الفرعيات، رغم علمهم بالزمان والمكان والأفراد، واكتفت بالمراقبة والاستدعاء؟! ولماذا لا تقوم بالواجب نفسه، حيث تراقب الحفلات؟! وبعد الانتهاء بيومين أو بأسبوع تستدعي المحتفلين الفاسقين لمحاكمتهم!
*
في السنة الفائتة غالبية وسائل الإعلام، والكتّاب، والصحافيين، والمذيعين، الذين تحدثوا عن الحريات، والقانون، والدستور، وتداول السلطة، وشجعت عليها في الدول الأخرى… هي وسائل إعلام أكثر الدول تخلفا وقمعا… وهذا لن يحصل إلا في عالمنا!
*
في 2011 أحداث غريبة ومتناقضة، أحمد السعدون في أولها صامت عن النواب وتجاوزاتهم واقتحامهم للمجلس، وفي آخرها طالب بمحاكمتهم، الحربش في أولها تحدى الحكومة وأقام الندوات والتجمعات، وفي آخرها طالب البدون بالالتزام بالقانون ومنع التجمع والتظاهر، في أولها وقف البراك في الساحة وقال إن الراشي هو رئيس الوزراء ولديه المستندات، في آخرها قال انه استنتج ذلك بالعقل… انها سنة المتناقضات، وسُنة النواب التناقض!
*
العام الجديد لا أقدم اعتذاري لأحد عن السنة الفائتة، بل سأستمر كما أنا في هذه السنة..!