أقلامهم

عزيزة المفرج : بعضكم يغلق الأبواب … ها أنذا انظروا لي تفحصوني اقرؤوني


انتبهوا يا أولي الألباب!


عزيزة المفرج
سبحان الله. موقف بعد آخر يضع نفسه بين أيدينا لكي نتبيّن منه طريق الغيّ من الرشاد، ومع ذلك يصر بعضنا على العمى.
 المواقف تأتينا بقدميها، وتطرق أبوابنا بعنف قائلة ها أنذا، انظروا لي، تفحصوني، اقرؤوني حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الحقيقة، فيسكّر بعضنا بابه دونها، ويأبى الا المكابرة والعناد. يقول شخص ما كلاما لا يعجب جماعة ما، فتخرج تلك الجماعة صاخبة، متفجرة بالغضب، مزمجرة بالتهديدات، ولا يمر وقت حتى يخرج من بين تلك الجماعة من يقول كلاما مضادًا محمولا على كفوف السب والشتيمة، فيخرج زعيمهم بقوله المأثور «عبيد ما قال شي. عبيد قال رأيه». 
عبيد هذا اللي قال رأيه رشح نفسه للانتخابات، وقد سئل سؤالا يمس جانبا شرعيا، فحاول في اجابته ان يدخل فذلكة دارسي الحقوق ولعبهم بالكلمات، فحين سئل ان كان سيقف مع تغيير المادة الثانية من الدستور رد بحصافة بأنه سيوافق على أي تشريع يكون منصفا ويتفق مع قواعد الشريعة الاسلامية، وبالطبع لم يسأله أحد ما المقصود بكلمة منصف، ولم يسأله أحد المزيد من التوضيح، واكتفى هو بالقول ان الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى. هذا الكلام قبله منه المستمعون بكل هدوء، ثم أغلقوا الدفاتر.
 في المقابل، هناك نبيل الفضل الذي أورد مسألة الخمور في موضع يرد فيه على فقدان المنطقية في طرح الآراء، ليفحم فيه شخصا ما، واذا بالناس التي آمنت بأن عبيد ما قال غير رأيه، وقبلت مسألة الأعمال بالنيات، تتلقف ما قاله نبيل، وتلبسه لباس القصد السيئ، والنية العاطلة، وتتخذه سلاحا يحاربون فيه من شعروا بقوته في التصدي لهم ولألاعيبهم، وكذبهم على الناس. هذه الجماعة هي نفسها من تتعامل مع القانون وفق مصالحها، فاذا جاء القانون في صفها، وحكم لها بما تحب فهو قضاء عادل وحكيم ومنصف، وان فعل العكس وجاء الحكم بغير ما تهوى، أخذت بعضها واعتصمت أمام مبناه بقضها وقضيضها ودلالها وقهوتها، وتمرها ومساندها مطالبة بحكم يتوافق مع أهوائها. هؤلاء الناس جعلوا من قضية شكري النجار حفلة على الرغم من أنها قضية خاصة حتى هم وقواعدهم يمرون بمثلها وأكثر منها، ودفعوا باتجاه معاقبة الرجل على الرغم من تنازل الطرف الآخر، فقط لأنه تصرف بما يمليه عليه عمله، وعمد الى التصدي لشغبهم وغطرستهم في ديوان الحربش، مع أنهم يتراكضون للتوسط لمن يرتكب جريمة من أهلهم ومعارفهم وقواعدهم الانتخابية بلا أدنى ذرة حياء، علاوة على تهديد رجال الأمن ان لم يرضخوا لهم. تناقضات هؤلاء الناس كثيرة، فهذا يقبض الآلاف ويهجو من يفعل ذلك، والثاني يدعو لعدم التجنيس ثم يلتصق بالمتجنسين لكسب أصواتهم، والثالث يحذر من المساس بالدستور ثم ينقلب على عقبيه ويطالب بتنقيحه، والناس بعد ذلك في ركابه تسير.هؤلاء الناس صبّوا أساسات تدمير الدولة فوق رؤوس أهلها، فاما ساعدهم الباقون، فراحوا ورحنا، أو تصدّوا لهم، وأبعدوهم عن المجلس لكي لا نكون من البلدان التي كانت ثم راحت