أقلامهم

أحمدالدعيج : مرشحو كتلة العمل الوطني هم أبرز الخاسرين …أفرزت الانتخابات كتلة معارضة من أقوى الكتل على الاطلاق

يوم قال الكويتيون كلمتهم

د. أحمد يوسف الدعيج
في أكثر الانتخابات البرلمانية تميزاً وسخونة وأكثرها مصيرية قال الشعب الكويتي في يوم الخميس 2012/2/2 كلمته ودك الشعب فيها قلاع وحصون الفساد التي تم تشييدها في الفترة الماضية ولم تستطع رموز الفساد ولا أدواته ان تقف في مواجهة المد الشعبي الجارف الذي اكتسحهم بفضل الله سبحانه اكتساحا، من المتوقع أن تكون هناك طعون في نتائج الانتخابات وربما تغير الطعون من النتائج المعلنة، ولكن هذه بعض الملاحظات على النتيجة المعلنة للانتخابات، ملاحظات من المؤكد انها لم تغب عن أذهان الكويتيين الواعين نجملها في النقاط التالية:
أولا: مرشحو كتلة العمل الوطني هم أبرز الخاسرين في الانتخابات، كانت مؤشرات سقوطهم الذريع متوقعة منذ تجمعات ساحة الإرادة وهم أدركوا ذلك بعد ما السالفة «شربت مروقها» عندما حاولوا ان ينقذوا ما يمكن انقاذه في ندوتهم البايخة التي عقدوها في مقر التحالف الوطني مساء الاثنين 2011/9/19 وكانت بعنوان «الا الكويت»، ثم كان مهرجانهم عديم الذوق والطعم والرائحة الذي عقدوه مساء الثلاثاء 2011/11/22 في مقر جمعية الخريجين الكويتية تحت عنوان «إنقاذ وطن» وهم يقصدون بذلك «انقاذ كتلة العمل الوطني» ولكن الشعب الكويتي الواعي وبالذات شباب كتلة العمل الوطني بشقيها وجهت لهم صفعة قوية بسبب «جنبزتهم وكلكهم» ومحاولاتهم الغبية للضحك على الكويتيين، ان سقوطهم كان مدويا، أسأل الله ان تتاح الفرصة لشبابهم المخلصين ليصلحوا ما أفسده نوابهم في البرلمان الماضي، فهؤلاء الذين نختلف معهم في الكثير من الأمور هم الرموز التاريخية للمعارضة الكويتية الشريفة.
ثانيا: أثبتت المرأة الكويتية انها على مستوى عال من الوعي والثقافة الانتخابية عندما أحجمت نساء الكويت وبناتها عن ايصال المرأة الى قبة البرلمان وذلك بسبب الأداء «الخوارة» للنائبات المحترمات وعلى الرغم من اختلافي الشديد مع توجهات النائبة السابقة السيدة الفاضلة د.أسيل العوضي ومواقفها التي فرضها عليها التزامها مع نواب كتلة العمل الجنبازي الا اننا نتمنى لها النجاح في الانتخابات القادمة فهي على الرغم من مواقف كتلتها السياسية الا أنها أكثر النائبات تميزا.ثالثا: كان الناخبون من قبيلة مطير من أكثر الناخبين حماسة وفورة، ولذلك حقق رموزهم في ظل هذا الحماس غير المسبوق أرقاما غير مسبوقة واكتسحوا المراكز الأربعة الأولى في الدائرة الرابعة، ولكن في ظل هذا الحماس وهذه الفورة لم يحسبوها صح اذ انهم في معقلهم لم يحصدوا الا أربعة مقاعد (ومقعد خامس مستحق في الدائرة الخامسة حصل عليه الدكتور خالد المريخي «مبروك كبيرة الى الأخ الفاضل بو نهار، حمدان نهار المريخي») بينما حصل النواب الرشايدة بهدوء على خمسة مقاعد في معقلهم التقليدي.
رابعا: وجه الكويتيون صفعة شديدة الى وجوه المرتشين وأتبعوها بركلات قوية وجعلوهم عبرة لمن يعتبر، وكذا الحال بالنسبة لمن أوصله ناخبوه الى المركز الأول في دائرته ثم لما نجح على الرغم من تواضع مستواه والدعم الحكومي الهائل الذي تلقاه في انتخابات 2009 تنكر لناخبيه هو واخوته وأغلقوا هواتفهم في وجوه من أوصلوه ثم لما اقترب يوم الحقيقة أخذ ينتخي ويصيح تكفى يا الربع ليش ما تردون علي وما تعطوني «ويه»، كذلك تلقى المرشحون الأنانيون في احدى الدوائر درسا لن ينسوه عندما قال لهم الناخبون من لا يمد يده الينا ونحن الأغلبية فلن نمد يدنا له و«طلعوا» بأصواتكم ان استطعتم وهذا الميدان يا حميدان.خامسا: النواب الشيعة حققوا نسبة نجاح كبيرة! ولكن دون ما كانوا يأملون، وكان لافتا خسارة النائب المحترم د.حسن جوهر لمقعده وهو من أفضل النواب الكويتيين أداء في البرلمان.
سادسا: حقق النواب الاسلاميون نجاحا ساحقا مستحقا بسبب اقبال الناخبين على التصويت وبسبب تحالفهم، وفي الاتحاد قوة، وهم باذن الله سيكونون سدا منيعا لكل من تسول له نفسه التعدي على ثوابت ديننا الحنيف ورموزه، ولكن هناك بينهم «كلكجي عود» نأمل ان يكون قد استفاد من دروس «جنبزته» في البرلمان الماضي، ومن وجهة نظر خاصة أعتقد ان الناخبين في الدائرة الخامسة كانوا من أكثر المواطنين تميزا فيمن أوصلوهم الى البرلمان.
سابعا: أفرزت الانتخابات كتلة معارضة من أقوى الكتل على الاطلاق، نأمل ألا يصيب هذا الأمر نواب المعارضة بالغرور فالناخبون الذين ملوا من صراعات النواب والحكومة ينتظرون الكثير من الانجازات الحقيقية بعد سنين القحط الطويلة، ونتيجة كهذه تجعلكم تغلبّون مبدأ التشريع على الرقابة مع عدم اهمال الشق الرقابي من واجباتكم البرلمانية، كما يجب ألا تخشى الحكومة من تفوق المعارضة في الانتخابات وعليها ان تستغل هذا الوضع في صالح الكويت والمواطنين وهذا لن يكون الا باختيار وزراء من ذوي الخبرة والكفاءة.
نسأل الله ان يوفق الحكومة القادمة ونواب البرلمان الجديد للعمل على تقديم الكثير من الانجازات للكويت فالبلد غنية ولله الحمد والفساد في انحسار والكويتيون يستاهلون كل خير.