ظاري الشمالي : النزاهة والتاريخ المشرف للوزراء ضربة وقائية جيدة لمنع إعادة استغلال عنوان الفساد ضد الحكومة

على طريقة الذي لا يريد أن يزوج ابنته فيلجأ إلى رفع مهرها إلى حد المستحيل أو المرفوض، تمكنت المعارضة من الابتعاد عن التشكيلة الحكومية خلافا لما يجب أن يكون لأسباب شرحناها في مقالة سابقة.

ولكن هذا لم يمنع من ولادة حكومة نزع الذرائع من المعارضة بتشكيلة ذكية تتمتع بمواصفات تجعلها قادرة على الإنجاز إن توافرت الأجواء المناسبة. تسعة وزراء جدد مع غالبية شبابية واختصاص.

والجديد لا يمكن محاسبته على الماضي، ولم تكشف أوراقه بعد وهو مجبر على الالتزام بالقوانين كما هي لأنه لا يعرف ولا يريد التلاعب بالقانون ليحافظ على سيرته الذاتية وفرصته في العودة إلى الحكومات التالية، وكل جديد طموح ومتحرك مما يمكن أن يعالج مرض البطء الحكومي الذي استفحل في الآونة الأخيرة.

أما الشباب الذين يتنافس على إرضائهم كلا الطرفين فحضروا بقوة وبملفات بيضاء، واشتراكهم في الحكومة مقدمة لاشراكهم في كافة مجالات العمل الحكومي، ما يلزم الحكومة بتعميم الحضور الشبابي في الإدارة لكسب المزيد من الحيوية مع المحافظة على الخبراء للتوجيه والتدريب فنجمع بين الحيوية والخبرة في كافة الدوائر الحكومية، ونتخفف بتطوير العمل الإداري من الحاجة إلى الوساطات التي يشترى بها الناخب عادة.

وقضية الشباب حامية كمرحلتهم فإما أن تكون هناك إرادة حكومية ملموسة لتوظيف الشباب في عملية البناء والتطوير والتنمية، وإما أن نجد المعارضة قد استغلت المسافة بين الحكومة والشباب لنجدهم قد تجمعوا في ساحة الإرادة.

أما النزاهة والتاريخ المشرف للوزراء فضربة وقائية جيدة لمنع إعادة استغلال عنوان الفساد ضد الحكومة، ولكن هذا يتطلب يقظة وحرصاً لمنع حدوث أي صفقة تآمرية داخل أي وزارة من وراء ظهر الوزير، وتلبيس الحكومة عباءة الجهة المتهمة من جديد.

 السهر على حسن سير الأعمال في الوزارات من اوجب الواجبات وهذا يتطلب تغييرا جذريا في عادات وأنماط العمل، وساعات الدوام، وطريقة متابعة الملفات، وجمع المعلومات الموثوقة عن كل عقد أو صفقة، وشفافية مطلقة في الإعلان عن الجهات المتعاقدة وأهليتها الفنية والإدارية واللوجيستية، وتجنب أي شبهة يمكن أن تجمد العمل وتدخلنا في دوامة التحقق والتحقيق، هذا فضلا عن متابعة التنفيذ… وكلنا أمل أن تتمكن هذه الحكومة من تغيير المناخ السياسي في البلد نحو ما هو لازم وضروري وملح.