أقلامهم

أحمد المليفي : يجب الالتزام بنصوص الدستور في افتتاح ادوار الانعقاد احتراما للنصوص

كلمة الرئيس

أحمد المليفي 
أثارت كلمة رئيس السن النائب خالد السلطان التي ألقاها في افتتاح دور الانعقاد الأول لمجلس الأمة الكثير من اللغط حول ما جاء فيها من كلمات أو اشارات ذات مدلول سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي. 
وبغض النظر عما جاء في الكلمة من تفاصيل معينة لا اعتقد ان من المناسب طرحها في مثل هذه المناسبات.
الا ان السؤال هو هل يحق لرئيس السن ان يوجه كلمة سياسية في مثل هذا الموضع؟ وهل الكلمة التي يوجهها تعبر عن توجهات وتمنيات مجلس الأمة؟ 
بالنسبة للجواب عن السؤال الأول في أحقية رئيس السن بالقاء خطاب سياسي في افتتاح دور الانعقاد الأول فان المادة 104 من الدستور تنظم افتتاح دور الانعقاد حيث تنص على ان (يفتتح الأمير دور الانعقاد السنوي لمجلس الأمة ويلقي فيه خطابا أميريا يتضمن بيان أحوال البلاد واهم الشؤون العامة التي جرت خلال العام المنقضي وما تعتزم الحكومة اجراءه من مشروعات واصلاحات خلال العام الجديد. وللأمير ان ينيب عنه في الافتتاح أو القاء الخطاب الأميري رئيس مجلس الوزراء). 
وعلى ذلك فانه لا أساس دستوريا أو قانونا لكلمة رئيس المجلس خاصة رئيس السن في أحقيته بالقاء كلمة في ذلك اليوم – يوم الافتتاح – فالكلمة لسمو الأمير وله الحق في ان ينيب عنه في ذلك رئيس مجلس الوزراء. 
واذا كانت هناك كلمة يريد ان يلقيها رئيس السن فانها يجب الا تتعدى كلمة بروتوكولية لا يختلف عليها اثنان كالترحيب فيها بسمو الأمير وتهنئة الفائزين بالمجلس ويوصي فيها الجميع بحسن الأداء واحترام القانون.
أما الجواب عن السؤال الثاني وهو هل رئيس السن في القاء كلمته يمثل المجلس وتطلعاته وتوجهاته وتمنياته؟
 
تنص الفقرة الثانية من المادة 92 من الدستور على ان (ويرأس الجلسة الأولى لحين انتخاب الرئيس اكبر الأعضاء سنا).
وعلى ذلك فان رئيس الجلسة الى حين انتخاب الرئيس جاء الى المنصب بحكم القانون بحسب السن وليس اختيارا من المجلس وأغلبيته. وان موقعه هذا قائم فقط لسد الفراغ في ادارة الجلسة لحين انتخاب الرئيس الحقيقي للمجلس ومن ثم فهو لا يمثل المجلس وينتهي دوره مباشرة بعد انتخاب الرئيس وعلى ذلك فانه وبجانب عدم جواز القائه لكلمة ذات مدلول سياسي واجتماعي واقتصادي كما بينا، فانه اضافة الى ذلك لا يمثل المجلس وتوجهاته في مضمون الكلمة التي يلقيها.
 
لذلك نرى أنه في المرات القادمة يجب ان يتم الالتزام بنصوص الدستور في افتتاح ادوار الانعقاد في مجلس الأمة احتراما للنصوص.