أقلامهم

وليدالجاسم : نوابنا يريدون الناس حولهم تبّعا لا يبصرون اغبياء لا يفكرون

دبكة.. الإخوان والشيعة في هذا المجلس العليل!

وليد جاسم الجاسم
لليوم الثاني على التوالي مع الأسف تسيطر الخلافات بشأن الحالة السورية على سير النقاشات في مجلس الأمة الكويتي، وذلك على حساب الأولويات الكثيرة والمشاكل المزمنة التي يعاني منها أبناء الكويت وينتظرون بآمال كبيرة من هذا المجلس أن يضع حلولاً لها.
ولكي تكون الأمور واضحة، نحن لسنا ضد مساندة الشعب السوري ضد نظامه الجائر، بل على العكس نحن كنا نطعن في هذا النظام في الوقت الذي كانت تتشابك فيه أصابع النواب الإخوان مع أصابع النواب الشيعة ويرقصون الدبكة جميعاً تأييداً لحزب الله ذراع سورية وإيران في لبنان، وكنا ضد النظام السوري عندما كانت حكومتنا (قصيرة النظر) تعتبره نظاما حبيبا وحليفا، بل وكانت تحيلنا الى النيابة عبر وزارة الخارجية ووزارة الاعلام مرة تلو الاخرى بتهم المساس بالنظام الاجرامي.. وسفيره المطرود من الكويت اليوم بقرار رسمي!.
المؤسف، ان نوابنا يريدون الناس حولهم تبّعا لا يبصرون، اغبياء لا يفكرون، ومتى قرر النواب ان النظام الحاكم في سورية مجرم، فعلى الناس اجمعين ان يقولوا «سمع الله لمن حمده».. ويسيروا وراءهم، ومتى رأوا ان نفس النظام هو آخر القلاع الحصينة المدافعة عن العروبة الصامدة في وجه اسرائيل، فعلينا ايضا ودون عقل او تفكير ان نسير وراءهم.
متى قالوا ان حزب الله هو النموذج المشرف للمقاومة يجب علينا ان نقدسه ونعلق صور زعاماته في بيوتنا ودواويننا، ومتى انقلبوا على اعقابهم وقالوا انه ذراع ايران الذي يجب ان يقطع بالسيف السّني البتّار.. يجب أيضا ان نكون وراءهم.. مجرد اتباع لا يفقهون ولا يفكرون ولا يبادرون.
هل تذكرون مواقفكم وانتم تدعمون حزب الله في حرب افتعلها تنفيذاً لأوامر سورية وايرانية؟؟.. هل تذكرون كم طعنتم فيمن رمى النظام السوري آنذاك بالخيانة لافتعاله حربا مدمرة على لبنان لانقاذ نفسه من تشديد الضغط الدولي؟ هل تذكرون كيف اتهمتم من خالفوكم آنذاك ولم يطبلوا لدمشق وحزب الله بالخيانة والتصهين والعمالة؟!
عموماً.. ليس هذا بيت القصيد، لكن «القصيدة كلها» الآن في هذا المجلس الذي يتمزق اشلاء ويمزق معه المواطنين الى طوائف وفئات. هذا المجلس الذي يعبث مع كل جلسة له باللحمة الوطنية الكويتية.
هذا المجلس الذي يبدو أن الكثير من نوابه لا يعرفون أدب الخلاف والاختلاف ولا يؤمنون بحق الغير في الرأي المختلف والاستقلالية في القرار.
من حق مجلس الأمة أن يؤيد الشعب السوري، و الأغلبية هي التي ستصدر القرار النهائي، وبالتالي لا تحتاج الأغلبية الى الهبوط بمستوى الحوار والألفاظ المستخدمة ضد الأقلية ذات الرأي المخالف حتى لو كانت الاقلية تستخدم أو بعضها يستخدم أساليب ومفردات «مش محترمة»!.
من حق بعض نواب المجلس أن يحملوا رأياً مخالفاً ومغايراً، ولكن ليس من حق الأغلبية ولا الأقلية ممارسة هذا الانحدار اللفظي اليومي، والاستمرار في تهديد الاستقرار الاجتماعي في الكويت، ويا ليت كان من أجل الكويت ولكنه من أجل غيرها.
السؤال الأصعب هنا..
كيف لمجلس من هذا النوع وبهذه العقليات والألفاظ أن يشرع لنا قانوناً يمنع العنصرية والكراهية والبغضاء ويعاقب من يحضّ عليها؟!
هل يداوي الناس هذا المجلس وهو عليل بالأمراض التي يقول إنه يريد حماية المجتمع منها؟.