كتاب سبر

الازدحام.. وداعا زمن الاحترام

وقف ممتعضا منتفخ الأوداج في منتصف الشارع، وبدأ باطلاق “الهرنات” ، رجل ليس بالكبير الذي قد لايعجبه كل ما حوله ولا بالصغير  الذي سيطرت عليه عواصف المراهقة، بدا غاضباً ومتضايقاً،فقط بسبب توقف الشارع لدقائق!  ماجعلني أستغرب من ردة فعله!  نحن في الكويت ياسيدي! ما الغريب في أن يقف الشارع لدقيقة ،قد تكون زفرة في أنفاس شوارعنا المختنقة في العادة، دفعني الفضول لمعرفة قصة هذا الرجل، وما يدفعه للغضب وتمعر الوجه والتلويح بهذا الشكل؟.
كل هذا الحوار دار في خاطري حين نظرت له من المرآة العاكسة لما دار في الخلف، لأصحو من هذا التمعن الذي ذكرني كثيراً بمن يطيل النظر في الماضي، ويغرق في تفاصيله ليشغله عن الحاضر والمستقبل، وقد يصحو في المستشفى إثر حوادث الأيام.
 تركته لأشاهد المنظر الذي أمامي، لأفهم ما أغاظ الرجل، شاب قد أوقف الطريق لمعاكسة الفتاة التي تقف بجانبه!! بلا أدنى شعور قد يردعه، لا دين ولا مروءة ولا حتى إنسانية!!
 فعلمت أن الرجل كان محقا…  أجبرنا الشاب على قطع هذا المشهد الذي تشربه من قنواتنا ومسلسلاتنا التافهة، ومن المؤسف أن تجد شاباً  بهذا السلوك … لكن الأسف الأشد في تقبل الفتاة،لأن تكون سلعة يتلقفها كل ماجن وطائش !! لتموت فطرة الحياء ،  الذي يكسو البنت حلة براقة ووهجاً دفاقا ، يجبرك على احترامها والدعاء لمن رباها فأحسن تربيتها.
قبل حل أسباب الازدحام وتمهيد الطرق وطرح البدائل، يجب أن نمهد لشبابنا طريق الصلاح والانجاز والتألق والتقدير والاحترام، وأن نطرح لهم الأصول لا البدائل التي من المؤسف أنها ليست موجودة، من الأساسيات،كتعليمهم ، تربيتهم، احتوائهم، تشجيعهم، تعريفهم القيمة الحقيقية للمواطن المسلم الفعال، حتى يحملوا بلادهم ولا يكونوا حملاً ثقيلاً عليها، هل أدركتم سبب الازدحام الحقيقي؟!
  
@humod2020
Qlm97@hotmail.com