كتاب سبر

مراكز القوى والنهج المعكوس !

للمِرآة _بكسر الميم_ نصيب من الاساطير والمعتقدات القديم , وجميعها تجمع بأنها رمز الشر ! , حتى قيل في بعضها بأنها تعكس الجانب الشرير أو المسخ للكائن الواقف أمامها !.
 في الحقيقة حتى لو أوقفنا ميكيافيلي _رمز الشر السياسي في التاريخ حسب أتفاق أغلبية علماء الاجتماع_ أمام مِرآة لن يصبح جانبه المعكوس بالِمرآة خيراً بل شرا محض! ولكن بفكر جديد وربما معكوس ! أي بدلا من رأيه المعروف الغاية تبرر الوسيلة (الغاية الخير بالوسيلة الشرير) ستصبح ربما الوسيلة الخير تبرر الغاية الشريرة ! (النفاق) بين قوسين , والشيطان الواقف أمام مِرآة لن يرى نفسه ملاكاً !.
 المتتبع لساحة الكويتية ما بعد رحيل المحمد , لن يرى إلا نهجا معكوساً ! , المعارضة بغير قصد توالي لإبقاء المجلس كي ينجز كل ما تم تدميره بل وربما خرج من بعضهم تصريح يرى فيه الموالاة ! , بالمقابلة ترى كتلة السواد الموالية سابقا معارضة بشكل لا يعقل ! , رغم إنها كانت تعيب على المعارضة السابقة بأقوال غريب خارج عن نطاق العمل السياسي ( هذا شيخ ما يستجوب من أنتم ! أي ناصر المحمد , وانتم تعارضون النظام لا الحكومة ! انتم تعطلون البلد ! وإلخ وإلخ وإلخ , اليوم تراهم يفعلون ما كان ينتقدون بالسابقة خطوة بخطوة وحذوه بحذوه وربما لو كانت المعارضة سابقا دخلت جحر ضب لدخلوه نكايةً به ولإسقاط المجلس الذي ليس لهم به ناقةٌ ولا جمل !.
 وفكرة الرايات السود لشل المجلس , لا تراها إلا فكر معكوسة لعدم دخول اللجان التي فعلتها المعارضة سابقا لكسر اللوائح ! , ولا ندري ماذا سيفعلون مسبقا ولكن متأكد أنها فكر معكوسة ! حتى أن الأصوات التي تعالت وقالت بأن ناصر المحمد ولم يرحل وهذه هي الحقيقة , اشترطنا مع رحيل الرئيس تغير النهج لا نهجاً معكوساً مشوها كما في كل مِرآة , ولن أكذب أحداً إن قال أن كتلة الأقلية أو السواد لو وضعنها أمام مرآة لرأيت بالجانب المقابل ناصر المحمد مبتسماً !.
وهذه الكتلة تستمد قوتها من مراكز قوى كانت مجرد قنوات تخدم الرئيس كسكوب والعدالة والوطن ! أو ربما تم زرعها لهذا الشيء مستقبلاً ! , مراكز القوى خطرها أعظم من رحيل رئيس فاسد , والدليل ما فعلته مراكز القوى في مصر في القرن السابق بعد وصول السادات رئيساً , وجد نفسها رغم انه على هرم السلطة , يقف أمام عمالقة همشته وجعلته أداء كالاتحاد الاشتراكي وعلي صبري وشعراوي , فأن كان حقاً الرئيس الحالي جابر المبارك رئيساً يسعى إلى الإصلاح لن يستطيع بوجود مراكز قوى فهو ليس أكثر قوةً من السادات ولا حنكه ! , والأغلبية اليوم والشباب إن كان فعلا يردون تحطيم هذه الأقلية وشغبها وإكمال مسيرة الإصلاح , وجب عليهم إسقاط مراكز القوى الإعلامية الحالية و إلا سيسقطون بكبرياء الأغلبية التي تتعرض في كل فتره صعقات كهربائيه تشل كل جلسة , في دورات انعقاد شحيحة من ناحية الوقت.
والاغلبية الشعبية التي كانت يائسة سابقاً من تغيير الرئيس والنهج السابقة , اليوم أيضا إن وضعتها أمام مِرآة لن تصبح متفائلة بل أكثر يئساً من يئسهم السابق  !.