أقلامهم

علي أشكناني : نواب يتنافسون على دور البطولة “القلب متروس” وحالة “تحلطم”

متنا بغيظنا… من مسرحية الأمة

علي عبدالعزيز أشكناني 
   لكل مسرحية جمهورها، ولكل مسرحية أبطالها ونصها الذي يردده الأبطال دون أن يحيدوا عنه إلا ما ندر، كذلك الحال مع مجلس الأمة الذي من المفترض أن يكون مثالا للديمقراطية، وشرفاً لمن يمثله، وأمانة في عنق أعضائه تمنعهم من نوم الليل وتلهيهم عن مشاغل النهار.
ما يحدث للأسف أن نوابنا الأفاضل يتنافسون على دور البطولة في مسرحية رسموها بأذهانهم، كما يعتقدون أنه كلما زاد تطرفهم وزادت حدة صوتهم وخشنت أساليبهم زاد تصفيق الجمهور الذي يعتقدون سماعه، فمنذ بدء المجلس تحدث النواب عن هدم الكنائس، وتكسير الأصنام، وتعديل المادة الثانية، وقانون الحشمة، ومنع الاختلاط بالنوادي والفنادق وغيره، ونفس النواب هم من اقترح سابقا منع الاختلاط في المخافر، أين هذه القوانين من (37) مليار صرفت للتنمية لا نعلم عنها شيئاً؟ أين هؤلاء النواب من مشكلة على الأبواب مع بداية العام الجامعي القادم؟ إن كان الوزير السابق أحمد المليفي “رقعها” هذا العام بتوزيع الطلبة على فصلين فما “ترقيعة” العام القادم؟
لأول مرة في تاريخ الكويت تصبح كل جلسة “مسرحية” بحد ذاتها ننتظرها أكثر مما كان الشعب الكويتي ينتظر مباراة لـ”القادسية” و”العربي” بنهاية السبعينيات، ينتظرون هل سيخرج جويهل عن صمته؟ هل سينتف نبيل الفضل الريش هذه المرة؟ هل سيرد دشتي على “موتوا بغيظكم” التي خرجت من لسان مناور؟ هل سيهب الدويسان ليدافع عن كلمة مناور، كما دافع عنها عندما خرجت من أحمد الفهد؟ هل سيسمح رئيس الجلسة بالتجاوزات بحق النواب الذين كانوا يحاربونهم؟ وأين الكويت من كل ذلك؟
إن الوضع مبكٍ وليس مضحكاً، ومؤلم وليس مسلياً، فالناس تزداد تطرفاً مع كل جلسة، ومن لا يزدد تطرفاً يزدد كفراً بالديمقراطية، هل تحدث أحد عن المستقبل الرياضي في الكويت في ظل تخبط اتحاد “غير شرعي” في الفترة الأخيرة؟ هل نوقشت بجدية تقارير “الشال” التي تؤكد أن الكويت على طريق اليونان اقتصادياً؟
منذ عشرات السنوات ونحن نسمع بتنويع مصادر الدخل، هل نوعت؟ أم أنها مازالت سوداء كلون نفطنا وقلوب بعض أعضائنا، هل اعترض أحد ما على إغلاق معرض “شروق أمين”؟ القلب “متروس”، وتحول عمودنا هذا إلى زاوية “للتحلطم” لعلنا نسمع حياً في المجلس، أو نائباً “يحتضر” على الأقل… لكن لا حياة لمن تنادي، فهم ماتت أحاسيسهم، ونحن “متنا بغيظنا”… وإنا لله وإنا إليه راجعون.