أقلامهم

صالح الشايجي : خلافة اسلامية ؟ … لابد من إقصائهم قبل تمكنهم من رؤوسنا

ثورة على الثورة

صالح الشايجي 
يتعين عليَّ في البدء ـ ومن باب الأمانة والضمير ـ أن أذكر بحادثة قديمة للـ «قرضاوي» مع دولة الإمارات الشقيقة، وهي التي تسببت ربما في هجومه عليها أخيرا ـ وأكاد أقول من باب الجزم لا الظن ـ إنها السبب الوحيد لذلك الهجوم. 
وتلك الحادثة هي منع دخول القرضاوي قبل سنوات إلى دولة الإمارات وإعادته على الطائرة نفسها بعدما كان يأتي إليها أسبوعيا للمشاركة في برنامج تلفزيوني أسبوعي، وكان يلقى الحفاوة والتكريم والتقدير، ولكن يبدو أنه تنكر حينها لكل ذلك التقدير وتلك الحفاوة الإماراتية ما اضطر السلطات الإماراتية إلى منعه من الدخول إلى أراضيها. 
وهو حق سيادي لها وقرار حكيم مع من تعود إثارة الفتن والقلاقل وتقلب الأهواء وتناقض الآراء والفتاوى بين ليلة وضحاها مثل موقفه من التماثيل الأفغانية الأثرية التي فجرتها حركة طالبان الإرهابية، فبينما كان يرفض ذلك الأمر ويدعو إلى وجوب المحافظة على هذه التماثيل لأنها من التراث الإنساني، عاد لينكر كل ذلك ويؤيد هدمها وإزالتها، ولم يفصل بين الموقفين إلا أيام قليلة سافر خلالها مع وفد من المشايخ بقصد ثني حركة طالبان عن قرارها بإزالة ذلك الأثر التاريخي، ليعود بعد ذلك مؤيدا طالبان في قرارها، وما نهى عنه قبل أيام عاد يبيحه ويحلله!
إذن فإن منع دخوله دولة الإمارات هو السبب في هجومه عليها الآن، وهو يطرح نفسه كأب لثورات الربيع العربي وذارفا الدمع الكذوب على الشهداء السوريين ومتعاطفا مع الثكالى والأيتام والأرامل، ولن أشق عن قلبه لأرى صدق عواطفه من كذبها، فهذا شأن يخصه ولكن ما يهمني في الأمر ويعنيني هو تطاوله على دولة الإمارات متخذا من أحداث سورية ذريعة للتنفيس عما يكنه للإمارات من غيظ وحنق عليها بسبب منعه من دخولها!
أما تدخل من يسمى بالناطق الرسمي باسم جماعة «الإخوان المسلمون» في مصر وتهديده لدولة الإمارات، فهو أمر ليس غريبا على هذه الجماعة أو جماعات الإسلام السياسي قاطبة والتي تعد نفسها لإعلان الخلافة الإسلامية وهذا أول الغيث وبواكيره، وهو ما يستدعي من الثوار الحقيقيين الذين أشعلوا ثورات الربيع العربي وأسقطوا عروش الديكتاتورية في بلدانهم العودة سريعا إلى ميادين الثورة واقتلاع هؤلاء الورثة غير الشرعيين لثوراتهم المباركة ولصوص الثورات وسراق دماء الثوار، لأن ديكتاتوريات هذه الجماعات أشد وأقسى وأظلم من الديكتاتوريات الساقطة، والأمثلة على ذلك كثيرة وموجودة في طالبان وإيران والصومال والعراق وحزب الله وغيرها، وأينما التفتنا نجد مثلا من ديكتاتورياتهم وسحقهم للبشر.
فلابد من إقصائهم قبل تمكنهم من رؤوسنا وإنزال الويلات والكوارث في بلداننا!