أقلامهم

وليد الجاسم : لايضير الشاة سلخها بعد ذبحها.. وحكومتنا ذبحت من زمن بعيد

لا يضير الحكومة سلخها بعد ذبحها

وليد جاسم الجاسم
«الموافقة على صرف مكافأة شهرية 500 دينار للعسكريين من رتبة ملازم الى نقيب ممن تقاعدوا منذ التحرير وإلى الآن وكذلك صرف 250 ديناراً للأفراد ممن أمضوا خدمة 25 عاماً كمكافأة بعد التقاعد».
هذا القرار المعلن ليس صادراً عن وزارة الدفاع ولا عن المجلس الأعلى للدفاع ولا عن مجلس الوزراء ولا عن أي جهة حكومية سواء التأمينات الاجتماعية او مجلس الخدمة المدنية، ولكن القرار صادر عن لجنة الداخلية والدفاع.. البرلمانية!!
نعم.. ونحن إذ نورد هذا لا نقصد المساس بما تقرر صرفه لهؤلاء العسكريين ممن خدموا البلاد و.. «يستاهلون كل خير»، ولكن أردنا ضرب مثال يبين إلى أي حد فقدت حكومتنا المبادرة وفقدت عجلة القيادة، والقدرة على اتخاذ القرار.. أو رده، حتى اختلط الحابل بالنابل وتحولت المادة 50 من الدستور الى عصير «عوار قلب» من كثرة ما اختلط فيها من عناصر واطراف صارت تملك القرار فيما لا قرار لها فيه، بينما الحكومة المفترض انها صاحبة القرار تحولت الى مجرد متلق للاوامر.. واحيانا للصفعات، ولا تملك حتى حق التعبير عن الألم!.. وصارت مثلها مثل «الجندلة» في البحر، تتقاذفها الامواج يميناً وشمالاً، وهي لا تملك من امرها شيئا.
لقد دفعنا ثمناً غالياً من اهتزاز الاستقرار والتلاحم الاجتماعي وسنظل ندفع لفترة قادمة من الزمن ثمناً باهظاً لاستمرارية الحكومة السابقة، وستدفع الحكومة القادمة فواتير قادمة حتى يقتنع النواب والناس ان اسلوب المساومة و«المكاسر» وشراء المواقف قد ولىّ بلا رجعة وان عليهم ان ينتهجوا اسلوباً جديداً لنيل مطالبهم أو ما يرونه حقوقا لهم.
والحكومة اليوم أمام اختبار حقيقي لقدرتها وهي تواجه كل هذا التمرد على سلطتها، والذي قدح شرارته بالطبع «كادر النفط» الذي قدمته الحكومة السابقة على طبق من ذهب بعدما ارعبها التهديد بالاضراب، ثم جاءت بعد ذلك لترفض باقي الكوادر، وتحاول ان توحي للناس، وتقنعهم انها حكومة حقيقية لا تخضع للإضراب ولا تأبه للتهديد.
أنا شخصيا متشائم.. ولا أرى بارقة من أمل في حدوث قفزة ايجابية في قدرات الحكومة أو في علاقتها بمجلس الأمة، لأن من شب على شيء شاب عليه.. والحكومة شبت على مثل هذه الأساليب ولا تعرف إلا أن تكمل طريقها نفسه.. ولا تراهنوا كثيراً على إحساسها.. فقد قيل قديماً.. لايضير الشاة سلخها بعد ذبحها.. وحكومتنا ذبحت من زمن بعيد على مذبح المادة 50 من الدستور.
العوازم على راسي
أثبت الأخوة العوازم أنهم أرقى من الاستدراج إلى المواجهة التي يطلبها البعض، وأوعى من الدعوة إلى الانفلات، وأكثر وطنية من الاندفاع الطائفي، ولهذا لم يستجب لدعوة التجمهر وما يترتب عليه من فوضى إلا عدد محدود جدا أخذتهم الحمية.. لكن الغالبية العظمى آثرت التعبير عن غضبها المشروع بوسائل أخرى أكثر إقناعاً وأكثر حضارية.
شكراً جزيلاً لعيال عطا.. عيال الكويت الأوفياء.. ولا نقول إلا.. العوازم على راسي. و… بيض الله وجيهكم