أقلامهم

النصف: لا طائفية في المحيط الأنثوي

كل نساء الرئيس

سامي النصف 
تسبب ظلم وطغيان منظومة البعث العراقي الدموية في سقوط نظام الأقلية السنية في بغداد للمرة الأولى في تاريخهم، وسيتسبب ظلم وطغيان منظومة البعث السوري الدموية في سقوط نظام الاقلية العلوية في دمشق وهو الحكم الأول في تاريخهم وفي الحالتين نلحظ مساهمة ما يفترض ان يكونوا أنظمة وحدوية علمانية عروبية بكفر شعوبهم بالعروبة والوحدة والعلمانية.
***
واضح تطابق مسار الرئيس الابن في دمشق مع مسار الرئيس الأب فاذا كان الأب قد قتل الرئيس بشير الجميل فالابن يقتل الرئيس الحريري وكما لاحق الاب القيادي البعثي الكبير صلاح الدين بيطار في باريس وقتله فالابن يخطف القيادي البعثي الكبير شبلي العيسمي من عاليه ويقتله على الارجح، وتمديد الأب للرئيس إلياس الهراوي يقابله تمديد الابن للرئيس اميل لحود.
*** 
وتدمير حماة عند الاب يقابله تدمير حمص عند الابن، اغتيال الوزير الماروني ايلي حبيقة عند الاب يقابله اغتيال الوزير الماروني بيار الجميل عند الابن، كما ان اغتيال الصحافي الكبير سليم اللوزي صاحب مجلة «الحوادث» واسعة الانتشار يقابله اغتيال الصحافي الكبير جبران التويني صاحب جريدة «النهار» واسعة الانتشار، واغتيال الزعيم اليساري اللبناني العالمي كمال جنبلاط يقابله اغتيال الزعيم اليساري اللبناني العالمي جورج حاوي، والانسحاب من الجولان عند الاب يقابله الانسحاب من لبنان عند الابن، ودفع حركة امل للهجوم على المخيمات عند الأب يقابله دفع حزب الله للهجوم على بيروت الغربية عند الابن مما يظهر ان رجال الرئيس الاب ومستشاريه مازالوا يعملون مع الرئيس الابن، والاحداث التاريخية لا تصنعها الصدف.
***
ومن كل رجال الرئيس الى كل نساء الرئيس فضمن الرسائل الالكترونية التي كشفتها «العربية» نجد أن الرئيس بشار أقرب لشهريار زمانه حيث تحيط به النساء الجميلات من كل جانب، وبتأثير طاغ عليه ولا يوجد في هذا السياق أي أثر للطائفية التي يتهم بها الرئيس على ذلك المحيط الأنثوي، فحرمه سنية ولونا شلبي درزية وهديل العلوي علوية وشهر زاد جعفر شيعية الا ان نصائحهن وأعمالهن كما تدل الرسائل لا تقل صقورية عن أقرب مقربيه من الرجال.
***
آخر محطة: قدت ذات مرة الطائرة الأميرية التي اقلت الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، الى دمشق في زيارة رسمية حيث استقبله الرئيس الراحل حافظ الاسد، تركنا الطائرة بعد ساعة من الوصول وشاهدنا في الطريق حافلات تنقل الحرس الرسمي الذي كان منتشرا على جانبي موكب الزعيمين ـ والذي لا يحتوي سلاحه على ذخيرة حية ـ وخلفها عدد مضاعف من الشاحنات الضخمة التي تجمع شبابا ميليشاويا بلباس مدني يحمل الرشاشات ذات الذخيرة الحية كما أخبرنا، وقد سألت مرافقنا عن ماهية هؤلاء الشباب فأجاب: «هدول اللي بيستخبوا خلف السجر (الشجر) وبنادقهم مصوبة لظهور الحرس الرسمي» وعرفت حينها ان النظام يقوم أمنه على الشبيحة بأكثر من اعتماده على جيشه الرسمي.