أقلامهم

عبدالمحسن جمال:ألا يخجل النواب من أنفسهم

قسَم النواب والحنث به

عبدالمحسن يوسف جمال
بعض النواب ما إن يحدث حدث من فرد في المجتمع حتى يتسابقوا للتكسب منه بطريقة قد تؤدي إلى اشعال فتنة جماعية، بدلا من أن يكونوا عقلاء وحكماء في إيجاد الحلول لأي عمل سلبي يؤدي إلى فتنة.
ففي المجتمع الإسلامي، بل وفي كل المجتمعات المتحضرة اليوم لا يقبل أحد بالإساءة الى الشخصيات المهمة، وبالأخص الشخصيات الدينية، وبالذات شخصية رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم.
لذا، فإن تسابق بعض النواب أثناء اجتماعهم في ساحة الإرادة إلى إصدار «حكم» بإعدام أحد الشباب الذي «اتهم» بذلك أمر لا ينسجم مع دور المشرّع، وكلمته وتعقله وهدوئه في سن القوانين.
والأنكى من ذلك تداعي بعضهم للهجوم على المذاهب الإسلامية، ولجوء بعضهم الى حرق علم دولة إسلامية مجاورة في محاولة «مريضة» لاستدعاء قضايا بعيدة كل البعد عن الدفاع عن الإسلام، أو شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والذي انزل الله سبحانه على لسانه قرآنا يقول فيه: «ولا تزر وازرة وزر أخرى».
فابتداء الجميع ضد أي اعتداء على أي شخصية عامة، فما بالك على شخصية رسول الله وأهل بيته وأصحابه؟ وثانياً مازال المتهم بريئا، وكما عرفنا من خلال وسائل الإعلام، فإن الشبهات مازالت تحوم حول قيامه بهذا الفعل أم لا، وان قام بأي فعل، فإن باب التوبة مفتوح من قبل الله سبحانه، ولا يستطيع أحد من النواب اغلاقه، كما ان «الندم عن الذنب توبة»، كما هو وارد في الاثر الإسلامي.
اما اتهام المذاهب الإسلامية، فهو أمر «مشين»، لهؤلاء النواب المتسرعين، خاصة أن كل علماء الإسلام لا يرتضون بذلك، ولعل وقوف آية الله الإمام الخميني رحمه الله ضد كتاب سلمان رشدي خير دليل على ذلك.
وهنا نتساءل: ألا يخجل هؤلاء النواب من أنفسهم حين يتسلقون على هذه القضايا، ويهاجمون الآخرين، ويقومون وسط هذا الجو المشحون «بسن قوانين»؟! 
ألا يعلمون بأن الاسلام، وهو دين الرحمة، يمنع القاضي من اصدار حكمه «وقت الغضب»، ويأمره بالتريث والابتعاد عن القضاء، وهو في هذه الحال؟
ثم هل يعتبر هؤلاء النواب انهم أكثر تدينا وفهما وعلما من غيرهم حتى يتسابقوا إلى إصدار أحكام ما أنزل الله بها من سلطان، وهم الذين أقسموا قبل شهر على دستور البلاد الذي يقول في المادة 34 «المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية، تؤمن له فيها الضمانات الضرورية لممارسة حق الدفاع، ويحظر إيذاء المتهم جسمانيا أو معنويا»؟
الا يتطلب ذلك تكفيرهم للحنث بالقسم والتمهل قليلا، والتفكير بعواقب الأمور، قبل ان يستغلوا الدين الإسلامي الحنيف لمآرب سياسية زائلة؟
لا نقول الا اللهم صلّ. على محمد وآل محمد، ونقرأ آيات الله سبحانه «إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما»، وعلينا ان نلتزم بأخلاق المصطفى صلى الله عليه وآله في الرضا والغضب.