أقلامهم

سعود السبيعي: هل توجد في الواقع أغلبية برلمانية بالمعنى السياسي ؟

تماسك الأغلبية هل يستمر؟

سعود السبيعي
 
يكثر الحديث عن مدى تماسك الأغلبية البرلمانية، ولكن هل توجد في الواقع أغلبية برلمانية بالمعنى السياسي للأغلبية؟.
 فما هو موجود عبارة عن مجموعة كتل برلمانية مختلفة ايديولوجيا ولكل منها منطلقات أدبية وسياسية مغايرة عن الأخرى، فهناك كتلة حدس والتنمية والسلف والعدالة والشعبي، وانضمت مؤخرا لتلك الأغلبية مجموعة من النواب الجدد غير المنتمين من الذين لم تتشكل هوياتهم السياسية بعد، فلم يكن لهم خيار سوى الانضواء تحت لواء ما يسمى بالأغلبية حتى يحظوا ببريق النجومية وهالة الضوء التي لازمت الحراك السياسي الذي قاده نواب الأغلبية الحالية في فترة المجلس السابق، ففي المرحلة السابقة ما كان يجمع النواب هو أمران: استقالة سمو رئيس الوزراء السابق، والعمل على حل مجلس الأمة، وقد حصل لهم ما كان يجمعهم من أهداف، فقد استقال سمو الرئيس وتم حل المجلس، ولعل نجاحهم في تحقيق تلك الأهداف هو ما دعا الى ضرورة استمرار توحدهم خصوصا بعد نجاح أغلبهم بل جميعهم في انتخابات المجلس الحالي، ولكن المتأمل في الفترة السياسية الحالية يرى ان الظروف تغيرت بتغير الحكومة من جهة وتغير التحالفات السياسية من جهة أخرى، فلكل كتلة برلمانية فلسفة خاصة في عملها السياسي، والخصوصية لا يمكن ان تتوافق مع هوى الأغلبية الفضفاض، فلا شك ان كثرة العدد تعوق الحركة، فلا يمكن ان يتحرك 35 نائبا في نفس الاتجاه كل الوقت وطول عمر المجلس.
نعم، هناك أهداف مشتركة تشكل التوجه العام للأغلبية ولكن أيضا هناك توجها خاصا لكل كتلة فلابد ان يطغى التوجه الخاص على العمل الجماعي وإلا فما دواعي تسمية كل كتلة برلمانية بمسمى مختلف عن الكتلة الأخرى بالرغم من توحدها ظاهريا كأغلبية برلمانية؟! ولعل المتابع للأحداث يرى ان النائب محمد هايف زعيم كتلة العدالة والتي تضم النائبين أسامة مناور ومحمد الهطلاني، يقود الكتلة بمنهج مختلف عن نهج الأغلبية، ينسجم مع قناعاته ونرى ذلك من خلال الاستجوابات التي أعلن عنها صراحة وتلك التي لم يعلن عنها وكذلك بعض المقترحات التي تقدمت بها كتلته.
من جهة أخرى، نرى ان كتلة العمل الشعبي بقيادة النائب مسلم البراك قد أعلنت استجواب وزير المالية دون التنسيق مع الأغلبية، إذن الحديث عن تماسك الأغلبية هو حديث افتراضي لن يستمر كثيرا بحكم الواقع السياسي لمجريات الأحداث القادمة ولن يحول دون تفكك الأغلبية إلا بوجود منهج واضح والتزام أدبي ويكون لها ناطق رسمي، اما أن تكون أغلبية أفرزتها ظروف سياسية معينة فانها سوف تنتهي بانتهاء تلك الظروف وقد انتهت بالفعل الظروف التي وحدت تلك الكتل.