أقلامهم

علي العجيل: الاغلبية الغبية … جابت “ الذئب من ذيله “؟

أغلبية غبية

علي العجيل
 
لقد قلت وبالفم المليان إن هذه “أغلبية تحولت إلى غبية” وما سقط من أحرف بين الكلمتين لم يسقط سهوا لا سمح الله بل أنا من أسقطته عامدا متعمدا ومع سبق الإصرار والترصد لأنه يستحق السقوط وبجدارة .
فالأغلبية التي أشغلت الشارع طوال الفترة الماضية وأوقفت البلد على “رجل واحدة” وأوهمتنا أنها تفعل هذا لمصلحتنا ومصلحة الكويت ثم نكتشف أنها فعلت ما فعلت فقط لتحل محل الأغلبية السابقة وتتربع مكانها وتأخذ رئاسة المجلس من بين يديها فهي تستحق أن نسقط عنها تلك الأحرف.
الأغلبية التي تحول نوابها إلى نواب “إلا الرئيس” ولكن “الموسم الثاني” أو بحلة جديدة وثياب مختلفة يستحقون أن نسقط عنهم تلك الأحرف.
ماذا كنا نعيب على أغلبية الحقبة الماضية إلا أنهم كانوا يدورون بفلك الحكومة السابقة ويسبحون بحمد رئيسها ويفعلون ما يؤمرون ! وربما “ شطحوا بعض الشطحات “ مثل المسيرة الراجلة التي قام بها أحدهم بمعية خمسة أو ست أنفار تملقا وتزلفا للسمو الرئيس السابق، فهل فعلت الأغلبية الحالية شيئا مختلفا عن ذلك! نحن فقط ننتظر أن يقوم أحد من الأغلبية الحالية  بعمل مسيرة أو شيء مشابه لها لنقوم بإطلاق الألعاب النارية ونعلن فوز هذه الأغلبية على سلفها بمسابقة “مين يحب الحكومة أكثر “ .
بماذا تختلف هذه الأغلبية عن سابقتها هل جابت “ الذئب من ذيله “ عندما تمكنت من زمام الأمور، أم هي شرعت مباشرة بتعمير البلد ! لم نشاهد منها إلا دفاعها المستميت عن جلالة الحكومة الحالية والذي جعلها وهي تواجه الاستجوابات المقدمة لها بكل جرأة وثقة وإبداع في الردود و كأنها عنترة إذا ركب أو امرؤ القيس إذا شرب .
لا أعتقد أن الحكومة السابقة كانت مشكلة من الشياطين ولا أعتقد أن هذه الحكومة مشكلة من الملائكة بل إن بعض الوزراء هم أنفسهم كانوا هناك فأصبحوا هنا، ولكن وكما اكتشفنا متأخرين أن العبرة كانت في السيطرة على البرلمان وعندما حصل المراد وتحقق المطلوب أصبح النواب المشاغبون سابقا شطارا ومجتهدين حاليا ويجلسون مكتوفي الأيدي في الطاولات الأمامية ولا يتكلمون إلا حين يستأذنون برفع أصبع السبابة، وكل هذا خوفا من أن يعكروا صفوا العلاقة بينهم وبين الحكومة فسبحان مغير الأحوال ! .
 
ختاما
 
أنا لا أدعو إلى التأزيم ولا أدعو نواب الأغلبية الحالية إلى أخذ عدتهم وعتادهم الدستوري والهجوم على الحكومة، ولكن أطلب منهم ألا يكونوا صما بكما عميا في مقابل “ عك “ الحكومة وكل هذا مقابل إطالة عمر المجلس الذي هم يشكلون الأغلبية فيه. ف” طز” بالأغلبية التي لا تصب بمصلحة الوطن والمواطن …واعذروني على كلمة “ طز” .