عربي وعالمي

أمريكا تسعى لتجنب حرب شاملة في السودان

 تسعى الولايات المتحدة جاهدة لاقناع السودان وجنوب السودان بالتراجع عن حافة الحرب مع تصاعد التوترات بين البلدين الذي ينذر بتقويض اتفاقية السلام التي ساندتها واشنطن وأدت الى استقلال جنوب السودان العام الماضي.
وقال برنستون ليمان مبعوث حكومة الرئيس باراك أوباما الخاص للسودان يوم امس ان الوضع اصبح “ازمة بالغة الخطورة” تنذر بصراع أوسع بين البلدين. وكان الجانبان اشتبكا في حرب استمرت عقودا قبل ان يتوصلا في نهاية الامر الى اتفاقية سلام في عام 2005.
وقال محللون إن واشنطن التي سعت جاهدة الى ضمان انفصال جنوب السودان بسلام العام الماضي بموجب شروط اتفاقية 2005 تجد نفسها دون وسيلة تذكر للتأثير.
وقال جوناثان تيمين مدير برنامج السودان في المعهد الامريكي للسلام وهو مؤسسة بحثية في واشنطن تمولها الحكومة “لم نشهد مثل هذا المستوى من العداوة منذ سنين. والخيارات الجيدة المتاحة للولايات المتحدة الان محدودة.”
وقال ليمان متحدثا عبر الهاتف من الخرطوم خلال رحلة زار خلالها أيضا جوبا عاصمة الجنوب ان حكومة اوباما تعمل من اجل اقناع الجانبين بالدخول في محادثات بشأن مشاغلهما الامنية الرئيسية وفي الوقت نفسه محاولة تهدئة التراشقات الكلامية الحادة.
واضاف قوله “لن يكون الامر سهلا. المشاعر محتدمة للغاية. ومن المهم ان نجمع الطرفين وزملاءنا في المجتمع الدولي حول هذه المسألة الاساسية المتصلة بالامن.”
واعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير الحرب على جنوب السودان يوم الخميس متعهدا بتلقين الجنوب “درسا أخيرا بالقوة” بعد ان احتل حقل نفط هجليج بينما اتهمت جوبا البشير بالتخطيط “لابادة جماعية”.
وسيطر جنوب السودان الاسبوع الماضي على هجليج وهو حقل نفط متنازع عليه قرب الحدود بين الدولتين قائلا انه جزء من أراضيه ولن ينسحب منه الا اذا أرسلت الامم المتحدة قوة محايدة الى هناك.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الخميس ان استيلاء جنوب السودان على حقل هجليج كان “عملا غير مشروع” ودعا البلدين لوقف القتال المتصاعد عبر الحدود حتى لا يتحول الى حرب.
وفضلا عن نزاع حقل هجليج ما زالت الخلافات دائرة بين البلدين بشأن موضوعات من بينها الحدود ومقدار ما يجب ان يدفعه جنوب السودان الحبيس مقابل مرور نفطه عبر اراضي السودان وتقاسم الدين الوطني.
وقال ليمان انه حث جنوب السودان على الانسحاب من هجليج ويعتقد ان زعماء جنوب السودان فوجئوا بالادانة الدولية القوية لهذه الخطوة.
واضاف ليمان قوله ان الولايات المتحدة ستسعى بالاشتراك مع الاتحاد الافريقي والجامعة العربية من اجل الحوار في ثلاث نقاط امنية رئيسية وهي انشاء منطقة حدودية منزوعة السلاح تمتد 20 كيلومترا وانهاء مساندة المقاتلين بالوكالة وايقاف قتال المتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق بالسودان.
وقال ليمان “هذا يجمع ثلاث قضايا امنية مهمة تكمن حقا خلف هذه السلسلة من الاشتباكات التي تدور منذ يونيو حزيران الماضي.”
وتابع ليمان بقوله ان الولايات المتحدة تأمل أيضا ان تستخدم الصين نفوذها حينما يقوم سلفا كير رئيس جنوب السودان بزيارة بكين الاسبوع القادم. والصين شريك اقتصادي رئيسي للسودان وجنوب السودان.
وكان مجلس الامن التابع للامم المتحدة ناقش امكانية فرض عقوبات على السودان وجنوب السودان اذا لم يتوقف القتال وهو احتمال قد يكون نذيرا بكارثة للبلدين اللذين اصبحا بالفعل على حافة انهيار اقتصادي.
وقال ليمان “أرجو ان ترسل حقيقة انه يجري النظر في العقوبات اشارة الى الجانبين مفادها ان الامر جد خطير فهو يؤثر على السلام والامن الدوليين ويجب على الطرفين العمل معنا جميعا للسيطرة عليه.”