عربي وعالمي

المصريون اعتصموا حتى الصباح وهتفوا ضد شفيق
ميدان التحرير.. يغلي

تداعيات الحكم بالسجن المؤبد على الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وتبرئه نجليه ومعاونيه الستة مازالت حاضرة في الشارع المصري وسط تلويحات بإعادة الثورة من جديد، في وقت استمر تدفق المتظاهرين إلى ميدان التحرير حتى ساعة متأخرة من ليل أمس واعتصموا فيه حتى الصباح في مشهد أعاد إلى الأذهان بدايات ثورة 25 يناير التي أطاحت بالنظام السابق، ورسم لوحة قاتمة عما سيكون عليه الوضع في المستقبل القريب، خصوصاً مع تأكيد الكثير من المراقبين والمحللين بأن الأحكام القضائية “الهزيلة” ستلعب دوراً مؤثراً في توجيه نتائج الانتخابات الرئاسية في جولتها الثانية المنتظرة منتصف هذا الشهر خصوصاً من ناحية ترجيح كفة مرشح الاخوان محمد مرسي ضد منافسه أحمد شفيق أحد أبرز معاوني مبارك وآخر رئيس للحكومة في عهده.

الشارع المصري.. يغلي

ردود الفعل الغاضبة على الأحكام غير المتوقعة خصوصاً من جانب أهالي شهداء الثورة دفعت المتظاهرين في ميدان التحرير إلى إطلاق هتافات ضد المرشح أحمد شفيق، ورفعوا سلماً خشبىاً وسط الميدان، وقاموا بدهسه بأحذيتهم فى إشارة إلى الرمز الانتخابي لشفيق والذي دعا بدوره إلى القبول بالأحكام التي صدرت أمس.

كما ردد المتظاهرون هتاف “شفيق باطل”، وحاول أحدهم إشعال النيران بالسلم، وهو ما رفضه زملاؤه، حتى لا يصاب أحد من المتظاهرين، فى ظل التزاحم الشديد بجميع أرجاء الميدان.

كما واصل معتصمو التحرير حلقاتهم النقاشية فى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، حول الوضع الحالي وكيفية الخروج من الأزمة فى أعقاب صدور الحكم فى قضية محاكمة القرن.

فيما دخل عدد كبير من المتظاهرين إلى خيامهم للمبيت، استعداداً لليوم الجديد وما يعقبه من تطورات، ولجأ عدد كبير من المتظاهرين إلى المبيت على الأرض فى الميدان

أكد الدكتور محمود حسين، المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن مشاركات الجماعة فى فاعليات والاحتجاجات بالشارع مستمرة خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أنهم يشاركون فى ميادين مصر كلها.

ومن جانبه، قال الدكتور سعد عمارة عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، إنهم مستمرون فى مشاركتهم فى الفاعليات الاحتجاجية التى تحدث حالياً فى الشارع بكل قوة، مشيراً أنهم سيعتصمون فى جميع الميادين المختلفة فى مصر، حتى يتم الاستجابة للمطالب المرفوعة، وإعادة النظر فى الأحكام.

كما أصدر النائب البرلمانى والمرشح الرئاسى السابق أبو العز الحريرى – بيانا مساء أمس دعا فيه إلى تشكيل مجلس رئاسى يتكون من د. محمد البرادعى وحمدين صباحى ود. عبد المنعم أبو الفتوح ود. محمد مرسى، على أن يتسلم المجلس الرئاسى إدارة البلاد بديلا عن المجلس العسكرى وتكون من أولويات مهامه كتابة الدستور ثم الشروع مباشرة فى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فى مدة أقصاها ستة شهور.

وكان العنصر النسائي حاضر فقد قالت نوارة نجم الناشطة السياسية، إنها ستستمر فى الاعتصام لحين تشكيل مجلس رئاسى مدنى مكون من حمدين صباحى وخالد على وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسى لحين عودة المجلس العسكرى إلى ثكناته، ودخول أعضائه السجن.

وطالبت نجم الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين بالانضمام إلى الثوار كى يحصل على السلطة بجمع أصوات الدكتور أبو الفتوح وحمدين صباحى حتى لا يسقط بمفرده أمام الفريق شفيق.

وأضافت نجم، أنها مقاطعة للانتخابات، موضحة أنه المكان الطبيعى للفريق شفيق هو السجن، مشددة أنها ستدعم محمد مرسى فى حالة تشكيل مجلس رئاسى مدنى.

وقد أعلنت وزارة الصحة والسكان أن إجمالي أعداد المصابين أثناء التجمعات بميدان التحرير وبعض الميادين فى المحافظات الأخرى، على خلفية الحكم على الرئيس السابق ونجليه ووزير داخليته و6 من كبار مساعدية، بلغت 113 مصابا.

وأشارت الوزارة إلى أن عدد المصابين بميدان التحرير بلغ 104 مصابين، حيث تم علاج 68 حالة منهم بالعيادات المتنقلة المتواجدة بميدان التحرير، وعلاج 18 آخرين بواسطة سيارات الإسعاف نتيجة إصابتهم بإغماءات إضافة إلى نقل 18حالة إلى المستشفيات 6 للمنيرة وحالة لمستشفى الهلال، 7 حالات لمستشفى القصر العينى و4 حالات لمستشفى القصر العينى الفرنساوى.