أقلامهم

عماد العلي: بلد المليون ضايع …الشعب وصل إلى أراذل العمر


بلد المليون ضايع



عماد العلي


 
يبدو أن الشعب وصل إلى أراذل العمر، حيث انتهت الأهداف والطموحات واكتفينا بكويت السبعينيات وزاد الـ”فولت” الديني لدى الجميع، هذا الازدياد الذي يراد به إلغاء الآخر.


لم نعد نريد معرفة من سرق المال العام، بل صار همنا ماذا قال النائب وليد الطبطبائي، وصارت أولويتنا عدم وقوف نائب للنشيد الوطني، وصرنا نهتم لتفاهة تصريح النائب الفلاني بدلا من أن نهتم لمقترح قدم من هنا أو هناك. توافه الأمور هذه أشغلتنا عن الأهم، مثل المواطن الذي تقاعد من عمله، وبدل استغلال وقته بتطوير ذاته من جديد، أصبحت أولويته “مناجر” الأولاد في المنزل وري الحديقة عصرا قبل أن ينام مع حلول الظلام. غير مهم ما توصلت إليه لجان التحقيق في الإيداعات والديزل… إلخ، المهم من سينتصر في مناوشات السنة والشيعة على “تويتر” و”اليوتيوب”، وأن نخرج لتصريح نائب “الخِرجة” بينما نترك السكين يواصل تقطيعه لأوصال البلد وحرائق أمغرة تزيد وسرقات المال العام تستمر و… و…إلخ.


الأهم أن نخرج للإرادة نستنكر تصريح تافه لأحد النواب وتصبح القضية هي أولويتنا، لأننا نريد الانتصار على هذا النائب لا الانتصار للكويت. نتصيد على هذا وذاك، ونهاجم فلانا لأنه من الأغلبية أو الأقلية فقط بغض النظر عن تحكيم العقل، الليبرالي أصبح إسلاميا، والإسلامي أصبح ليبراليا، كل شيء أصبح مختلطاً علينا، لا نعرف إلى أين نسير، و”الطاسة ضايعة”، والعناد والمكابرة سيدا الموقف، هل سمعتم بنائب في تاريخ السياسة الكويتية يقول “أنا أخطأت، جلّ من لا يخطئ!”.


عن نفسي لم أسمع، فنوابنا الأشاوس لا يخطئون. ضعنا بين تكبر أغلبية برلمانية و”جمبزة” أقلية، المجلس امتلأ بالمتطرفين في رأيهم من جميع الأطراف ونحن لا نهتم، نظرة واحدة بتعقل إلى أعضاء المجلس لنعرف من وصل إلى البرلمان، وانعكاس آرائهم على الشارع الكويتي، ونقول الله يستر، وبالتأكيد لن نهتم، لأن الأهم أن ننتصر على نائب معين لا أن ننتصر لشعب ووطن كما أنه من الضروري أن “نتهاوش” في “تويتر”… فبلد المليون ناشط سياسي وضائع، ما زال مكانك راوح. أخيرا، مازلت أنتظر معرفة من سرق الكويت، ومن أوصلنا إلى هذه الحال ومن يدمر بيئتنا، ومن يثير الفتن… “إلا على الطاري، قرأتوا ما قاله مبارك الوعلان؟”.