أقلامهم

منى العياف: مسيرة الاخوان على مر الزمان محكومة بالانتهازية!

إنها حقاً.. انتهازية الإخوان! 
 
منى العياف
 


كنت من اوائل من كتبوا عن ثورة «25 يناير» المصرية ورأيت فيها بصمات اخوانية وهناك من اختلف معي ووصفها بأنها ثورة شبابية سلمية وقد كانت كذلك بالفعل في بدايتها الى ان اختطفها «الاخوان» الذين لا كلمة لهم ولا عهد، ويحققون اهدافهم بأي طريقة كانت «مشروعة او غير مشروعة» يستغلون حاجات الناس، وقد كذبوا عندما قالوا لسنا طالبي سلطة او حكم، فهم دائما وأبدا يعملون من اجل الوصول الى السلطة، ورغم ذكائهم الا انهم يخطئون ويكشفون انفسهم بأنفسهم، فمثلا حينما قامت الثورة تريثوا ولم يؤيدوها في البداية، بل ان «المرشد» دعا في البداية الى الاحتفال بعيد الشرطة! ثم تواروا عن الظهور حتى حان وقت سقوط النظام، فبدأوا في الكشف عن تواجدهم في الميدان، وتجلت انتهازيتهم السياسية عندما بدأوا بعقد «الصفقات» على اشلاء المتظاهرين وثوار يناير الحقيقيين! مقابل ان تكون لهم السلطة البرلمانية، مع وعدهم بأنهم لن ينافسوا الا على 30% من المقاعد وحينما حان وقت الترشيح تنصلوا من وعدهم واذا بهم ينافسون علنا على 100% من المقاعد!


مسيرة الاخوان على مر الزمان محكومة بهذه الانتهازية، فقد تنكروا لكل ما سبق ان تعهدوا به، حتى تعهدهم بشأن الجمعية التأسيسية للدستور ذهب ادراج الرياح، فقد اعلنوا انهم لن يشكلوها، واذا بهم يستحوذون على 70% من اعضائها 50% من البرلمان و20% من خارجه!


وليس هذا فحسب، فقبل ان يحين الوقت للترشح لمنصب الرئاسة اعلنوا انهم لن يقدموا مرشحا يتنافس عليها، ولكنهم فاجأوا الجميع باعلان ترشيح خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية! وهنا تأكد المصريون من ان هؤلاء كذابون وانهم طلاب حكم حقيقيون! وان الثلاثية التي يحلمون بها هي برلمان ومجلس شورى لن يكتملا الا بحصد الرئاسة!


كانت تلك مصيبة كبرى، وقد اعربت عنها بوضوح بنت خيرت الشاطر التي قالت في احدى تغريداتها: «اللهم آجرنا في مصيبتنا»! ومع ذلك فان الاخوان لا يعيرون اهتماما الا لاهدافهم ومن ثم بدأت معركة الرئاسة وطرحت الاسماء الاصلية والاحتياطية!


جاءت انتخابات مجلس الشعب بمجلس كانت اعماله وجلساته تبدو اشبه بـ «السيرك» لكن المحكمة الدستورية حكمت مؤخرا ببطلان هذا المجلس وعدم دستوريته وانقذت المصريين الذين كانوا يستعدون لمشهد متأزم آخر، وهو الاختيار بين «شفيق» و«مرسي»، والحقيقة انه كان غريبا ومفاجئا تماما ان يعمد مرشح الاخوان محمد مرسي الى اعلان فوزه بعد 4 ساعات من الفرز، فقد خرج على الناس بمؤتمر صحافي عند الفجر، كان خلاله مكفهر الوجه هو ومن حوله، وقبل ان تنتهي عملية الفرز في صناديق الانتخابات التي بلغ عددها الاجمالي 154 ألف صندوق ليعلن فوزه بالمنصب!


كان ذلك اقرب ما يكون الى خطوة استباقية من جانبه لتوجسه من الصناديق، واذا به يضع شروطه كرئيس، فيرفض حكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب ويرفض استعادة العسكر لصلاحيات المجلس التشريعي! وراح يحشد اتباعه في شوارع مصر موهما الكل بفوزه مستبقا اللجنة العليا التي يتعين عليها اعلان النتيجة، وضاغطا على الجميع بتهديداته المبطنة بأنهم لن يسكتوا اذا جاءت النتيجة على غير مبتغاهم! هؤلاء هم الاخوان حقا، وبالالوان الطبيعية.. وبلا رتوش!


.. سبحان الله، الادوات التي تلجأ اليها اغلب الجماعات الاسلامية خاصة الاخوان المسلمين وممثليهم واحدة! ونحن في الكويت لسنا بعيدين عنهم!


كل ما نقوله اليوم «اللهم احفظ مصرنا العزيزة» مما ترتب عليه المشهد الختامي بعد اعلان ممثل الاخوان مرسي رئيسا لمصر الحرة الليبرالية المنفتحة المتعددة الديانات!


.. والعبرة لمن يتعظ!