أقلامهم

عبدالعزيز الفضلي: التغيير لن يأتي إلا من ساحة الإرادة والتجربة خير برهان

رسالتي / ساحة الإرادة وميدان التحرير يصنعان التغيير
 
عبدالعزيز صباح الفضلي
كتبت في مقالة سابقة أوجه التشابه بين ما يجري عندنا في الكويت وما يحدث في مصر، ويبدو أن السيناريوات المتشابهة ستستمر. 
ما نزال في الكويت نعاني من أزمات سياسية مستمرة، ولعل من آخرها إبطال عضوية نواب مجلس 2012 ذي الغالبية المعارضة، وبرغم جدية نواب الغالبية في إجراء إصلاحات سياسية وتحقيق إنجازات تنموية والحرص على البعد عن التأزيم وإتاحة فرصة للحكومة التي أبدى رئيسها السابق الجدية في التعاون، أقول برغم ذلك كله تم إبطال عضوية النواب من خلال المحكمة الدستورية.
الحل المستمر للمجالس النيابية والذي وصل إلى خمس مرات خلال ست سنوات، جعل الناس تصاب بشيء من الملل والضجر. وأدى ذلك إلى مزيد من الاحتقان السياسي مما أدى إلى زيادة ورفع سقف المطالب الشعبية، والتي أعلنها النواب في تجمع ساحة الإرادة لتصل إلى أن يتحول النظام في الكويت إلى إمارة دستورية، وأن يتشكل مجلس الوزراء من غالبية شعبية. 
البعض يعتب على من يدعو إلى التظاهر والتجمع في ساحة الإرادة، إما بدعوى الوطنية ووحدة البلد، وأعتقد أن هؤلاء لن يكونوا أكثر وطنية من أولئك الشباب المجتمعين في ساحة الإرادة والذين لم يسعهم السكوت وهم يرون ثروات البلد تهدر وكرامة الناس تهان. والبعض يدعي الخوف من تمزيق المجتمع، وأحسن رد على هؤلاء أن من اجتمع في ساحة الإرادة لم يكونوا من فئة واحدة، بل ضم السني والشيعي، والبدوي والحضري، فالأزمة تمس المجتمع بأسره. 
هناك بعض آخر له رأي شرعي مستندا فيه على أقوال بعض أهل العلم، وهؤلاء مع احترامنا وتقديرنا للصادقين منهم والمخلصين فقط لأن البعض الآخر لا نسمع له صوتا في تجمعات أخرى، ولا نرى له أثرا في الاعتراض على ما هو أشنع من هذه التجمعات، نقول أن مسألة المظاهرات والتجمعات هي من القضايا الخلافية والاجتهادية، وتدخل في باب وسائل إنكار المنكر، ولذلك لا ينبغي التشنيع على من يراها وسيلة مشروعة في التغيير، خصوصا وأن قانون البلاد لا يحظر مثل هذه التجمعات. ويكفي في الرد على هؤلاء التعامل الراقي من المنتسبين لوزارة الداخلية والذين قاموا بتوزيع الماء والعصائر على الحضور، ولهم في ذلك كل الشكر والتقدير. 
والبعض يقول قد يدخل الغوغائيون ويثيرون فتنة أو يقومون بأعمال تخريبية، نقول من خلال التجمعات السابقة لم يتم الإضرار بأي مصلحة لأحد، وقضية المندسين فهذه يمكن وجودها في أي تجمع حتى بين جماهير المباريات أو في المناسبات الدينية. 
إن التغيير لن يأتي إلا من ساحة الإرادة والتجربة خير برهان، فحل المجلس السابق وتعديل بعض الأوضاع المقلوبة ما كان ليتم لولا ذلك الضغط الشعبي من خلال التجمع الذي بلغ السبعين ألفا. 
وأتمنى أن يتم تعديل وتصحيح الأوضاع في البلاد، فالساحة العربية تغلي، ونحن في الكويت لسنا بمنأى عن الربيع العربي، ولكن ربيعنا يختلف وسيكون من خلال المزيد من المشاركة الشعبية في الحكومة وإجراء بعض الإصلاحات الدستورية. 
*
وأما التغيير من ميدان التحرير، فبلا شك أن من أولى ثمراته إيقاف العبث في نتائج انتخابات الرئاسة مما مكن من وصول الدكتور محمد مرسي إلى رئاسة الدولة، وتبعها إلغاء قانون وزير العدل والذي أعطى لضباط الجيش حق الضبطية القضائية، وما تزال المطالبات الشعبية مستمرة، ولن ينصرف الناس من الميدان إلا بعد إلغاء الإعلان الدستوري المكمل، وإرجاع العضوية لنواب مجلس الشعب والذي تم حله بغير وجه حق، مع تسليم السلطة كاملة إلى رئيس الدولة دون إنقاص لصلاحياته. 
رسالة 
إنه صراع سينتصر فيه من يثبت على مبادئه ويصبر على مر الصعاب، قيل لعنترة كيف انتصرت على خصومك في القتال، فقال للسائل عض إصبعي وأعض إصبعك، ففعلا، ولم يلبث السائل إلا أن ترك إصبع عنترة، فقال عنترة هكذا انتصر، بالصبر والجَلَد.