أقلامهم

إقبال الأحمد: في الكويت نخسر مليارات الدولارات بسبب غياب الرؤية الصحية والاعتراض فقط لغرض الاعتراض

متى؟
إقبال الأحمد
أعترف بأنني أتألم كثيراً وأنا أكتب عن أي مقارنات بين بلدي الحبيب وأي بلد آخر في أمر ما، بقصد قرع الجرس، لعل وعسى أن ينتبه المسؤولون المعنيون أو من له يد هنا وهناك يستطيع أن يؤثر في قرار أو يساعد على توجيه، ولكنني أجد نفسي مضطرة بل واجب عليّ أن أقوم بذلك، لعل وعسى أن أنجح أنا وغيري في شيء ما، ولو قليلاً جداً جداً.
واعترف أيضاً بأنني وكثيرين غيري لا يقصدون من تلك المقارنات الاستهانة بوطننا أو إثارة حنق أو غضب المعنيين بالأمر. لا والله، وإنما ما نقصده أن نعينهم على مشاهدة الصورة العامة والكبيرة جداً، والتي قد لا يتمكنون من رؤيتها كلها في الوقت نفسه والدقة نفسها.
بعد أن صدمنا كلنا أهل الكويت بقضية إلغاء مشروع «الداو» وما ترتب عليه من فاجعة مالية ستأكل من حق أجيالنا القادمة في ما تمتعنا نحن به من رفاه مالي، أو لنقل راحة مالية أعانتنا على الحياة، ووفرت لنا العلم والصحة والخدمات الميسرة السهلة التي يغبطنا عليها كل أهل الكرة الأرضية، تألمت أكثر وأكثر عندما اطلعت على مشاريع استثمارية تنم عن خطة واضحة بعيدة النظر لدول قريبة منا، لم نتخيل يوماً من الأيام أن تمضي أمامنا وهي تلوح لنا بيدها تودعنا لأنها ستمضي إلى الأمام وستبتعد عنا إن لم نتحرك بسرعة.
قطر تخطط لاستثمار جزء من عائداتها الناتجة عن نقل الغاز إلى الصين بما قيمته 5 مليارات دولار في السوق المالية الصينية (الأسهم الصينية)، صرح بذلك وزير الطاقة والصناعة القطري خلال زيارته الأخيرة إلى الصين، حين قال إن (بلاده) جهاز قطر للاستثمار تقدم بطلب الحصول على صفة (مؤسسة أجنبية معتمدة للاستثمار)، مما يميزها للحصول على حصة من الاستثمارات في سوق الأوراق المالية الصينية تصل إلى 5 مليارات دولار.
نحن في الكويت نخسر مليارات الدولارات بسبب غياب الرؤية الصحية وبسبب خلافات وغياب الدراسات والاعتراض فقط لغرض الاعتراض، وتسلط هذه الجهة وضعف تلك، واستخدام سلاح التخويف والتخوين من عناصر أثبت ويثبت الزمن كل يوم أنها أبعد ما تكون عما تتحدث عنه بشأن المصلحة العامة، ومن يخسر وسط هذا كله هم أبناؤنا وأحفادنا ومن بعدهم. وفي النهاية، يقولون إننا حماة الوطن ومستقبله وأصحاب الإنجازات.
إلى متى ستستمر الحال عندنا على ما هي عليه؟ متى نعود إلى رشدنا ونصحو من غيبوبتنا؟ متى نتخلى عن أحقادنا وكراهيتنا وأنانيتنا، ونرتقي بكل هذه الأمور إلى مستوى يمحوها كلها إذا ما وصل الحديث عن الوطن ومستقبله.. متى.. متى؟