أقلامهم

محمد الجاسم: الخطاب السياسي في ندوة المناور غير متناسب إطلاقًا مع المشهد السياسي

الميزان
إعادة تشكيل وصياغة 
محمد عبدالقادر الجاسم
قرأت البيانات والتصريحات الصحافية، التي صدرت عن عدد من أعضاء «كتلة الأغلبية» في أعقاب الندوة، التي عقدت يوم الإثنين في ديوان النائب السابق أسامة المناور.. هذه البيانات جاءت في توقيت مناسب، أو بعبارة أكثر دقة، جاءت قبل فوات الأوان.
لقد كان الخطاب السياسي الذي تم طرحه من قبل المتحدثين في ندوة المناور غير متناسب إطلاقا مع المشهد السياسي، فقد كان خطابا انتخابيا صرفا، في حين كان الجمهور يتوقع سقفا عاليا جدا في خطاب يتناول أسباب الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، مع طرح الحلول. لقد كنت حاضرا تلك الندوة، وفكرت أكثر من مرة بالمغادرة.
جاء رد الفعل الشعبي غاضبا غير مجامل.. استياء شديد من الخطاب الانتخابي الذي استخدم في الندوة، ومن انخفاض سقفه. كان «تويتر» حافلا بالانتقادات تلك الليلة، انتقادات لم تسمع مثلها من قبل «كتلة الأغلبية». وأعقبت تلك الانتقادات تصريحات وبيانات صحافية من بعض أعضاء الكتلة، وهي تصب في اتجاه إعادة تشكيل الكتلة على ضوء برنامج سياسي محدد وواضح، يتضمن موضوع الإمارة الدستورية والحكومة البرلمانية والإصلاح السياسي والتشريعي.
إن ما حدث في ديوان المناور هو مناسبة اللحظة الأخيرة بالنسبة «لكتلة الأغلبية»، إذ عليها الآن أن تعيد النظر في مسارها، وفي خطابها، وفي تشكيلها أيضا. إن كتلة الأغلبية كانت نوعا من التحالف بين عدد من النواب خلال فترة وجود البرلمان، ومن الواضح أنها لن تصمد ككتلة سياسية خارج البرلمان. إن هذا وضع طبيعي، أما محاولة الحفاظ على تماسك الكتلة رغم التباين الشديد بين أفكار وتوجهات الأعضاء فيها، فقد كانت محاولة في غير محلها، وكنت شخصيا من الداعين إلى إعادة تشكيل الكتلة، وإعادة صياغة خطابها السياسي فور صدور حكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الأمة.. على أي حال، فإن الوقت يسع الآن كي تتخذ الكتلة الإجراء المناسب، شريطة ألا تتأخر في عملية إعادة الصياغة.
إن التقارب السياسي بين النواب السابقين في كتلتي التنمية والشعبي كبير جدا، وبإمكان أعضاء الكتلتين الانطلاق مجددا في العمل الشعبي السياسي، بمشاركة عدد من المستقلين من أصحاب المواقف المقاربة.