أقلامهم

علي العجيل: يا صاحبي ستاد جابر الذي تفاخر به أصدقاءك من دول الخليج هو من أكبر الخوازيق التي أكلناها

مشاغبات قلم
كل خازوق وأنت بخير
كتب علي العجيل
 
قبل ثلاثة أيام تقريبا كنت في زيارة لواحدة من الدواوين التي أزورها بين فترة وأخرى، سألني أحد رواد هذه الديوانية وكان من النوع اللحوح قائلا ما معنى كلمة “خازوق”؟ وكرر علي هذا السؤال أكثر من مرة؟.
فقلت له جادا وبدون مزاح هل أنت كويتي؟ فقال نعم فقلت هل تريد أن تعرف المعنى الحقيقي لمصطلح “ خازوق “ فقال نعم وإلا لماذا سألتك فقلت له فضلا وليس أمرا اركب معي السيارة فقال مستغربا ولماذا فقلت لكي ترى “الخوازيق” وليس “خازوقا” واحدا وبأم عينك! ركب الرجل معي واتجهت به إلى طريق الدائري السادس ثم قلت له أنظر إلى يمينك ففعل ثم قال لله هذا إستاد جابر أنه صرح جميل مازلت أفاخر به أصدقائي من دول الخليج فقلت له يا صاحبي هذا الصرح الذي تفاخر به أصدقاءك من دول الخليج هو من أكبر الخوازيق التي أكلناها في دولة الكويت من الغزو العراقي الغاشم إلى هذا اليوم! طبعا في أيام الغزو أكلنا خوازيق كثيرة لا يسع الوقت لذكرها الآن ولكني أتكلم على فترة ما بعد الغزو وعلى أشياء قائمة نشاهدها بالعين المجردة… صمت الرجل لبرهة ثم نظر إلي وقال كيف ولماذا و.. و.. و.. ثم قال أنا لا أصدق فقلت له بكل بساطة لماذا هو مقفل إلى الآن وكأنه بيت هدام تخاصم عليه الورثة!! .فحك الرجل قفاه وسكت!!، ثم اتجهت به إلى طريق من الطرق.. طريق عادي جدا جدا!! فقلت له وخذ عندك هذا الخازوق الآخر.. طريق يكلف المتر الواحد منه آلاف الدنانير لو قمنا برصفه بالذهب والياقوت والمرجان لما كلف علينا كل هذا المبلغ.
سرنا في الطريق ومررنا على طريق المطار فأشرت له بيدي باتجاه مبنى المطار وقلت هذا أحد الخوازيق التي أكلناها فقد قالوا أنهم سيجددونه ويجعلونه من أحدث مطارات المنطقة وبعد أن تم تنفيذ المشروع ذهبنا مسرعين لنرى مطارنا الجديد وجمال مطارنا الجديد وروعة مطارنا الجيد الذي سيكون الأجمل والأحدث في المنطقة فوجدنا هذا الذي تراه أمامك مبنى لا يغني ولا يسمن من جوع!.
قلت لصاحبي هل تريد أن نذهب للصبية لتشاهد خازوقا آخر هناك فقال ما هو فقلت جسر يقولون منذ عشرات السنين أنه سيتم تنفيذه ومنذ ذلك الوقت ونحن نسمع الجعجعة ولا نرى الطحين ومثله مستشفى في جنوب السرة فقال مشكور لا داعي فقد فهمت قصدك .
ثم توجهنا إلى شارع الخليج وقبل أن نصل هناك مررنا على غرفة التجارة وقلت له أنظر يا صاحبي هذا خازوق آخر فقد كانت هذه الغرفة تجمع الأموال من أصحاب الشركات منذ عشرات السنين وبعد كل هذه المدة اكتشفنا ألا سند قانونيا يعطيها الحق في ذلك!! ثم قلت يا صاحبي هناك العديد من الخوازيق التي أكلناها منها ما هو كاش ومنها ما هو عين قائم ومنها ما سقط بخطأ إجرائي!! إلى آخر هذه الخوازيق، أما الخازوق الكبير الذي أكلناه وكان قاسيا علينا جدا فخلصنا الله منه ثم عاد مرة أخرى بقدرة قادر وبحكم محكمة فهم مجموعة من الأشخاص يقبعون في ذلك المبنى الأبيض المقابل لساحة الإرادة! وكل خازوق وأنت بخير يا صديقي المواطن.