كتاب سبر

سعدية مفرح وكفى

سألتها مؤخراً: ” سعدية لِما لا تتحدثين مع أحد المسئولين كي يُسهل لك عملية استخراج الفيزا لفرنسا ؟ فقاطعتني بغضبٍ شديد قائلة : “لا ، أرجوك ، أنا لم يسبق لي أن طلبت شيئاً من أي مسئول ولن أطلب شيئا من أي أحد بإذن الله” .
الكثير من الناس يعرف من هي الشاعرة والصحافية سعدية مفرح ، لكنني أجزم أن الكثير والكثير لا يعلمون حتى وقتٍ قريب أنها درست الأركيولوجيا “دون أن تَجِد الهوِيّة في الحِجارة “! كما يقول محمود درويش ويبدي غرابته من الانتماء . 
سعدية مفرح هي ( بدون  من فئة غير محددي الجنسية ، لا تحمل جنسية الكويت ) ! رغم انتمائها الخالص للوطن ، وعشقها الى حد الثمالة  لأرض الكويت ، التي لا تعرف غيرها أرضاً ووطناً. ويعرفها كل من خارج دولة الكويت بأنها الشاعرة ( الكويتية ) سعدية مفرح ، والتي تُدعى من الخارج لتمثيل الكويت على اعتبار أنها . . . كويتية !
لمن لديهم عقدة “الجواز والفيزا ، لا مانع لدينا ان نعطيهم “درسا” في تاريخ  ( سعدية ) :
من أوائل من تنبأوا بولادة شاعرة جديدة على أرض الخليج كان الدكتور الشاعر غازي القصيبي رحمه الله . الذي كتب مقالاً عن سعدية مفرح في عام 1992 في كتابه ” صوت من الخليج ” تحت عنوانٍ على اسم إحدى قصائدها ” وردة الهيل ” وكذلك أيضاً كتب القصيبي قصيدة ” ولهانة ” في سنة 2003 وكان المعني بها سعدية مفرح .
 الكاتب الكويتي سليمان الفهد أفرد لها وعنها الكثير من صفحات كتابه ” شاهد على زمان الاحتلال العراقي في الكويت ” بجزئيه عن عملها الصحفي وإعدادها للتقارير السرية لخدمة الكويت وقت الغزو الغاشم ، ومما قاله الفهد عنها : “كانت لا تريد أن تحارب بالكلمة والقصيدة ، بل بالمسدس والرشاش والمدفع والدبابة ، وأذكر بأنها لم تكف عن طلب السلاح إلا بعد أن هلّ علينا فجر التحرير” .
 وأشاد بها الدكتور أحمد الربعي رحمه الله كثيراً ، بل لم يهدأ له بال حتى ضمها  لقسم الثقافة بجريدة القبس في عام 1993 لتخسرها بشدة جريدة الوطن .
الشاعرة سعدية مفرح لديها شغف بمساعدة المبدعين من الشباب والبارزين أيضاً وعدم التخلي عنهم ، ومدّهم بما يشتهون من المعرفة ، والمساهمة بإظهارهم للساحة بشكل يليق بإبداعهم عبر بوابة كتابتها لمُقدمات كتب وروايات الكثيرين من أدباء اليوم . 
كتبت سعدية مُقدمات للشباب مثل سعود السنعوسي ، بثينة العيسى ، محمد النغيمش . ومن البارزين كان في مقدمتهم الكاتب خلف الحربي ، ناصر العبدلي ، ناصر الظفيري ، وتشرع الآن بكتابة مقدمة رواية للأديب الكويتي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل ، وكذلك كُتاب من جمهورية مصر العربية .
دراسات وجوائز 
دواوين مفرح  أعدت حولها رسائل ماجستير ودكتوراه عن ومنها  رسالة الدكتورة العمانية سعيدة بن خاطر الفارسي التي نالت بها درجة الدكتوراه ، وكذلك كتبت الدكتورة الفارسي دراسة نقدية لأعمال مفرح بكتاب حمل عنوان ( انتحار الأوتاد في اغتراب سعدية مفرح ) ، وغيرها من الدراسات التي كُتِبت عن أعمال الشاعرة الكبيرة  .
اما الجوائز فلها قصة مع مفرح  منها على سبيل المثال لا الحصر ؛ ممثلة الكويت الشعرية في خريطة شعراء العالم لاولمبياد لندن التي أعلنت عنها صحيفة الغارديان البريطانية واسعة الانتشار ، كذلك حركة شعراء العالم من ( الأرجنتين ) اختارتها كسفيرة للشعر الكويتي قبيل عدة سنوات ، وأيضاً وُجهت لها دعوة من ( ملك اسبانيا ) لاحدى المناسبات الشعرية قبل قرابة العشر سنوات ، وكانت آخر الجوائز والترشيحات من مهرجان سييت للشعر العالمي بفرنسا باختيار سعدية مفرح لتمثيل دولة الكويت ، وهو المحفل العالمي الذي غابت عنه مفرح عندما طواها الروتين بين صفحات الجواز  .   

انتشار ومبيعات 
للشاعرة السَاحِرة سعدية مفرح 16 كتابا في الشعر والنقد . كان آخرها كتاب ” كم نحن وحيدتان يا سوزان “الذي تبرعت بكامل ريعه لأطفال سوريا عبر حملة ليان ، والذي تصدر أعلى مبيعات مكتبة آفاق خلال شهر مايو الماضي وعلى مدار مبيعات المكتبة منذ إنشائها كما أعلن عن ذلك مدير المكتبة الدكتور ناصر الشمري . 
كذلك كان لكتابها ” سين سيرة ذاتية ناقصة ” الصدارة في قائمة مبيعات مكتبة ذات السلاسل . معظم مكتبات الكويت توفر كتبها لما عليها من طلب من القراء ، وكذلك معظم المكتبات العربية والأوروبية تفعل ذلك . وتُرجمت الكثير من أعمال سعدية مفرح إلى عدة لغات منها الفرنسية والاسبانية والألمانية والسويدية والطاجيكية والفارسية .
مسك  الختام:
عزيزي القارئ او المسئول ،، إياك ان تعتقد أن ما كُتب أعلاه هو كل ما في جعبة الشاعرة ( البدون ) سعدية مفرح ! بل هذا غيض من فيض إنجازاتها ، التي أبت السطلة ان تتوجها في محفل عالمي من اجل ” جواز سفر غير صالح”.

Twitter : @ayyadq8q8
Ayyad.amp@hotmail.com