كتاب سبر

هل يسقط البازار الإيراني حكم الملالي؟

البازار كلمة بمعنى مكان التجمع والانتقال ، وأصلها في الفارسية القديمة ( أباجاري) ويقال إن معناها في الفارسية الحديثة مكان عرض القيمة ، ولها معاني أخرى. 



ولأهمية البازار في إيران وقوة تأثيره على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية وغيرها، وهذا البازار الذي أسقط الشاة رغم التواصل والتحالف العميق بينهما بسبب روابط المصالح المشتركة ، وكان تحرك البازار مع الشعب هو الوقود الذي أشعل فتيل خروج الشاة من إيران وإسقاط حكومته بشكل نهائي بانضمام البازار الإيراني للثورة الإيرانية الشعبية التي قادها (الخميني) .. فهل سيكون للبازار الإيراني الذي بدأ يتحرك دور في بداية نهاية الدولة الإيرانية الجديدة.



الحصار الاقتصادي المفروض على إيران بسبب برنامجها النووي بدأت تظهر بوادره في انخفاض سعر ( الريال الإيراني) مقابل الدولار الأمريكي ، مما جعل تجار السوق يتذمرون  بسبب ارتفاع الأسعار  بسبب الانخفاض في قيمة العملة الإيرانية ، وتسريح الكثير من العمال في القطاع الصناعي، وانخفاض الواردات  الذي سيؤدي بالنتيجة الحقيقية إلى معدلات تضخم عالية لا يستطيع 80% من الشعب الإيراني مجاراتها.



الحكومة الإيرانية تواجه مشاكل عديدة، ومنها المساعدات المالية والعسكرية لنظام بشار الأسد الذي قد يتعدى العشرة مليارات دولار ، وكذالك التذمر الداخلي من قبل الشعب بسبب السياسات العشوائية للرئيس أحمدي نجاد ، وكذالك وجود معارضة إصلاحية قوية قد تجد فرصتها في التحرك خلال الأيام القادمة، وكذلك ملف إيران النووي الذي كان السبب الرئيسي لتشديد العقوبات عليها. 



فهل سيستطيع البازار الذي أسقط الشاه أن يميل نحو الشارع ويسقط نظام الملالي رغم المصالح المشتركة بينهما؟!

المؤشرات الأولية في الواقع الإيراني والمشاكل المتراكمة مثل مشاكل عرب الأهواز ومشاكل السنة في إيران وكذالك مطالبات أكراد إيران ومناوشات بلوش إيران ، والتدهور الاقتصادي والحصار الاقتصادي …. كل هذه الأمور وغيرها تشير إلى أن الدولة الإيرانية غير قادرة على السيطرة على كل ماعملت عليه في الثلاثين سنة الماضية ، وأصبح الأمر خارج سيطرتها !

فهل يسقط البازار الإيراني حكم الملالي كما أسقط حكم الشاه ؟!