كتاب سبر

جعلتني مجرما

مدخل :
إن أي مركز مرموق كمقام ملك ليس إثماً بحد ذاته، إنما يغدو إثماً حين يقوم الشخص الذي يناط به ويحتله بسوء استعمال السلطة من غير مبالاة بحقوق وشعور الآخرين..
( شكسبير )
لا تستطيع ان تجبر شخصا على السير في طريق مستقيم ان كنت من وضع هذا الطريق لتنحرف عن جادته في طرق فرعية لتختصر الجهد والمسافات وتسرق عمل غيرك وتحرم كل مجتهد من ان يرى نجاحه ، ان ابشع جرائم انتهاك القانون التي يقوم بها مشرعوه ومنفذوه ، ولا يقبل ان ينتهك القانون من قبل الدولة وتُطالب الافراد بالالتزام فيه ، ان ما نراه من مظاهر سلبية في التجاوز على النظام هو صنيعة الدولة ونظامها .. الفساد ثقافة يتربى عليها الفرد كذلك الحال ايضا مع الاصلاح ، يبقى السؤال هل نقوّم الفرد ام نقوّم النظام ..؟!
ان تقويم الفرد في بيئة غير صحية حتما لن يحقق النتائج المرجوة ، فمن يحدد سلوك الانسان وجود نظام وطبيعة للمجتمع يتكيف معها ، جميعنا يعرف ان من امن العقوبة اساء الادب لكن ايضا تطبيق العقوبة بتمييز عنصري يؤدي لاساءة الادب والخروج على القانون ،نحن نتعامل مع فطرة بشرية يجب ان تدرك حقيقتها اي سلطة ،الناس سواسية في الكرامة الانسانية وفي الحقوق والواجبات العامة ،هذا ما نص عليه الدستور دون ان يذكر اي وصف للفرد كويتيا كان او غير ذلك مسلما او كافرا من الاسرة الحاكمة او مواطن الدولة بيدها ان تصنع مواطنا صالحا وبيدها ان تخلق ثائرا وخارجا عن القانون .
فحين نستنكر ممارسات البدون الاخيرة و نندد بالفوضى ، يجب ان نستنكر ممارسات الدولة العنصرية تجاههم ، حين تحرم انسانا من ابسط الضمانات الاجتماعية ( التعليم _الطبابة_الوظيفة ) ناهيك عن الاثباتات الشخصية ، انت حتما تدفعه لكسر القانون لكي يعيش هذا ما ذكرناه عن الفطرة البشرية.
لا نريد ان نعيش في غابة يسود فيها قانون القوة ، لان هذا ببساطة سلوك حيواني ينافي الآدمية التي كرّم الله بها الانسان ، خطابنا اليوم انساني بعيدا عن صفات ومركز ايا من كان في السلطة ابتداء من سمو الامير الى المواطن ، الحقوق الانسانية هبة من الله لا يمنحها ولا يسلبها انسان من انسان ، مشكلتنا اننا نتغافل عن اسباب اي أزمة ونستهلك الجهد في تخفيف اعراضها هذا النهج الخطير في التعامل مع البشر هو من يقوّض النظام العام ، وبوابة للحروب الأهلية والنزاع العنصري الطائفي .
 
ربما تشعر اليوم السلطة ان الامور تحت السيطرة وتخدمها وتعزز من بقائها ووجودها لكنها حتما لن تبقى ولن تسير على هذا النحو ابدا :
فان النار بالعودين تذكى
وان الحرب أولها كلام ..
ما نريده في الكويت رجالا حقيقيين لا مراهقين سياسيين ،رجالا يعون مرارة الوضع لا أن يكون الشعب وقودا لصراعات الحكم ومصالح التجار وطموح البرلمانيين ، اليوم الرؤية ضبابية لا يمكننا ان نستشرف منها
ملامح الغد ، لذلك اقول ان اي خروج على القانون مستقبلا هو بتحريض من الدولة فهي من جعلتني مجرما ..
المخرج :
القانون اما ان يكون مسحوقا تتجمل به الانظمة او ماء نار يحرق وجهها ..
( انا )
سعد السريّع
@alsrye3