أقلامهم

محمد الدوسري: هذا الشعب هو هبة من الله لهذه الأرض، ومن لا يحترم إرادة الشعب سيعاني الكثير.

غربال
حصار على الكرامة
كتب محمد مساعد الدوسري
 
أنظر لما يحصل في بلدي، فلا أرى إلا الفساد المستشري وصعود للمرتزقة وتضخم لثروات سراق المال العام وإهانة للأحرار وتخوين لأصل الولاء وتجاوز العنصريين لكل الخطوط الحمراء وتولي الأشرار مناصب الاستشارة وتراجع الأخيار عن مراكز الصدارة، فأي مستقبل ينتظرنا مع كل هذا؟.
مسيرة كرامة أمة كانت الشيء الوحيد الذي أخرج الأحرار من حصار الكرامة المفروض على المواطنين الأخيار، هؤلاء المواطنون الذين تجمعوا لا لمنافع شخصية، ولا سيرا خلف النواب كما يحاول الفاسدون ترويجه، ولا مخدوعين بالإخوان المسلمين بحسب الرواية المضحكة للإعلام الفاسد، بل لتعود الكويت كما كانت، بلاد الأحرار كما غنى بها الشاعر، يا دارنا يا دار يا موطن الأحرار، فلماذا يُحارب الأحرار في موطن الأحرار؟.
مسيرة الكرامة التي أسقطت كل حجج الفاسدين وأكاذيبهم، عدديا كانت الأكبر في تاريخ الكويت، نوعيا كانت تشمل كل شرائح الشعب وفئاته وطوائفه وعوائله، سياسيا كانت صرخة مدوية لإيقاف مد الفاشدين الذين تحكموا في رقاب الشعب الكويتي، تاريخيا بأنها المسيرة الأكبر التي لا تشهد أي نوع من أنواع العنف أو التخريب من قبل المشاركين.
هل يستحق الشعب الكويتي الضرب بالمطاعات؟، هل جزاء الشعب الكويتي أن يتلقى أبناؤه القنابل الصوتية والدخانية والغازية على رؤوسهم؟، هل سمعتم صوت الشباب وهتافاتهم في المسيرة وتدارستموها فيما بينكم؟، هل يسعى أحد لكسر شوكة الكرامة لدى الشعب الكويتي؟ لا يمكن أن أُصدق هذا.
هذا الشعب هو هبة من الله لهذه الأرض، ومن لا يحترم إرادة الشعب سيعاني الكثير كما عانى غيره، الشعوب تنتصر دوما، طال الزمان أو قصر، ومن يراهن على المطاعات لتسخير الناس يعيش بعقلية قرون مضت، لم تفلح حينها وبالتأكيد لن تفلح في القرن الواحد والعشرين.