كتاب سبر

بعد العناد.. كلن إيده على قلبه

أود أن أعتذر من قرائي الأعزاء على تغيبي عنهم الأسبوع الماضي و عدم كتابتي لمقال و ذلك لظروف خارجة عن الإرادة. لكنني أعود إليكم اليوم، و أشكر كل من إفتقدني و راسلني ليطمئن. 
من يرى و يسمع و يشاهد ما تقوم به وزارة الإعلام في دولة الكويت من حملة حث و تشجيع للناخبين على المشاركة و التصويت بالإنتخابات البرلمانية الحالية يخال أننا بدولة حديثة الاستقلال تكاد تكون هذه أول إنتخابات شعبية لمجلس الأمة في تاريخها!  فمن “فرط” إهتمام وزارة الإعلام بتشجيع مشاركة المواطنين على التصويت، قامت بافتتاح المركز الاعلامي الخاص بإنتخابات مجلس الأمة كما نظمت ورشة تدريبية تحت عنوان (الاعلام الانتخابي) برعاية وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء. و تم الإيعاز لكبار القياديين في الوزارة بتسهيل عملية وصول المرشحين للجمهور من خلال لقاءات خاصة و مكثفة “لتسويق” فكرة الإنتخابات و ضمان تحقيق  أفضل قدر من المشاركة الشعبية. ما حصل عبارة عن تدجين الإعلام الرسمي لكل قنواته التلفزيونية و الإذاعية لخدمة فكرة واحدة وهي “الشعب متحمس للإنتخابات و الأمور طبيعية” فنرى التغطية المستمرة لعملية تسجيل قيد الناخبين و مقابلات مع عامة الناس ممن “يؤيدون” هذه الإنتخابات ولا ننسى إنشاء وزارة الإعلام لموقع خدمات إلكترونية تفاعلي يضم قيود التاخبين و تقسيم الدوائر الإنتخابية و كل المعلومات التي قد “تساهم” في تبسيط عملية المشاركة و التصويت. وبعد كل ما سبق لا يمكن أن نغفل إعلانات الصحف و الشوارع و إعلانات الرسائل القصيرة التي ترسلها الوزارة لهواتف المواطنين بالإضافة للإعلانات التلفزيونية. بالاضافة للمؤتمرات الصحفية شبه الأسبوعية لمعالي وزير الإعلام والتي يحرص فيها على تأكيد ما تريد الحكومة تأكيده من أمور غير مؤكده.
الوضع بالكويت محزن و يثير العجب. فبعد مرور 50 عاما على إعتماد دستور دولة الكويت نرى بوادر لإعلام شبه “شيوعي” تخاله أشبه بإعلام الدول الدكتاتورية العربية. إعلام غير منصف ذو عين واحدة و فكر أوحد مقصي لأي رأي يخالفه. لكن ما نفع الحديث عن وزارة و نحن نشفق على حال بلد للأسف حكومته أكسل من أن تقرأ التاريخ أو تحلل الأمور بشكل واقعي.
و ختاما فإن ستار الإنتخابات سيسدل بعد يومين، و نبقى كلنا ما بين مقاطع للإنتخابات أو مشارك فيها بالإضافة لمن وقف موقف المتفرج قلقين ونضع أيدينا على قلوبنا بانتظار ما ستسفر عنه هذه الإنتخابات “الإستثنائية” وما هي تبعاتها. نعم هناك قلة ستفرح أو لعلها “الأكثرية” بنظر إعلام حكومتنا. لكن بعيدا عن فكرة اللعب و تسجيل الأهداف يبقى هناك وطن لا يعلم أحد ماهو مصيره. والله الحافظ و المستعان 

@abdulaziz_anjri      
(( ينشر بالتزامن مع الشرق القطرية))