أقلامهم

ذعار الرشيدي: 18% هي في الحقيقة ورقميا 34% وهي نسبة حجم تأثير المقاطعة.

رسالة محمد العبدالله.. و”المواجيب” الاجتماعية 
ذعار الرشيدي 
هذه رسالة الأخ العزيز وزير الإعلام الشيخ محمد العبدالله التي أرسلها لي بعد مقالتي بالأمس والتي رددت فيها على تصريحه بأن المقاطعة كانت 18%، وأنشرها كما هي كون توضيحه حقا له علي بعد أن وجهت مقالي إليه شخصيا:
أبو محمد العزيز:
نسبة العزوف عن الانتخابات العامة في ازدياد مستمر منذ انتخابات 92، ونسبة المشاركة في الانتخابات الماضية للمجلس المبطل كانت 58% لذلك اطرح 40 (نسبة مشاركة امس) من 58 (نسبة مشاركة المجلس المبطل) والناتج إذن 18%، وهذه البيانات الواردة في تقريري فريقي المراقبة الدولي الحالي والانتخابات الماضية وموجودة لدى جمعية الشفافية الكويتية».
إلى هنا انتهت رسالة الأخ العزيز جدا وزير الإعلام.
****
وقبل أن أبدأ في الرد على رسالة الشيخ محمد العبدالله، أحب أن أوضح أمرين هامين، أولا: لو تمنيت عودة وزير إلى الحكومة القادمة لكان الشيخ محمد العبدالله، لأنه ومهما بلغ اختلافنا معه، يمتلك الرجل صدرا بحجم الربع الخالي يمكن ان يتقبل فيه الرأي والرأي الآخر، أما الأمر الثاني فهو أنه يندر أن تجد وزيرا مثقفا وبشكل حقيقي، وهو مثال الوزير الشاب المثقف والسياسي الحقيقي ونظيف اليد.
****
أما وقد انتهيت من وصلة المديح المستحقة في الشيخ محمد، فسأبدأ رقميا بتحديد نسبة المقاطعة وفق معادلته التي طرحها.
****
المعادلة الحكومية تقول ان الـ 58% نسبة مشاركة المجلس السابق، هي السقف الأعلى لتحديد نسبة المشاركة الكلية، أي انها هي الـ 100% الافتراضية للقياس على الانتخابات الماضية أو أي انتخابات قادمة، إذن الـ 58% تساوي 100%، وعليه فإن وزير الإعلام عندما يقول ان نسبة المقاطعة كانت 18% من المجموع الكلي للسقف الأعلى لآخر مشاركة انتخابية فهو صادق فيما ذهب إليه، ولكن، ولكن، ولكن، وفق المعادلات أعلاه ووفق المقاربة الحسابية، فإذا كانت 100=58، فالتراتبية تقول أيضا ان 18% هي في الحقيقة ورقميا 34% وهي نسبة حجم تأثير المقاطعة في عموم عملية الاقتراع بشكل عام بين هذه الانتخابات والانتخابات الماضية، أما الـ 18% فما هي حقيقة سوى نسبة انخفاض اعداد المشاركين بين فبراير 2012 وديسمبر 2012.
****
توضيح الواضح: رغم مقاطعتي، إلا أن هذا لا يمنع من أن أفصل تماما بين رأيي السياسي و«المواجيب» الاجتماعية التي جبلنا عليها في الكويت، وهو ما دفعني إلى الاتصال والمباركة لابن عمي محمد البراك، وزميلي وصديقي القديم جدا المحامي نواف الفزيع، وجاري العزيز د.مشاري الحسيني لنجاحهم في الانتخابات.
توضيح الأوضح: رغم علاقتي الخاصة جدا والإنسانية بوزير الاعلام محمد العبدالله، الا ان خلافي معه في الرأي سياسيا لا يجرح تلك العلاقة أبدا، ويبقى الخلاف السياسي دائما تحت مستوى جرح العلاقات الإنسانية التي تجمعنا.