أقلامهم

عائشة العوضي: إذا كان الظالم شرسٌا بطبيعته ذلك لأنه يقف على أرضية رخوة طرية أساسها الكذب والتلفيق.

في العمق / هل تَقْبَل؟
عائشة عبدالمجيد العوضي
فِشو الظلم وانتشاره من أصغر حلقةٍ في المجتمع إلى أكبرها أمرٌ ظاهر، الملامون في ذلك كثيرون والأسباب عديدة!
للشعور بالظلم وجهان محمودٌ ومذموم، أما المحمود ففي مقاومة الظلم، عدم الاستسلام، بذل سبل التخلص منه، الدعاء، اليقين بأن الحق مأخوذ ولصاحبه مردود، ذلك لأن الله عدل لا يرضى الظلم أبدا ولا يحبه، فكيف نرضى نحن بما لا يرضاه ربنا ولا يحبه؟ فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من الضعيف، أما المذموم فيتمثل في التكيّف مع الظلم والتعايش بخضوعٍ معه، إما خوفاً، تكاسلاً أو تجنّباً للمشكلات، إن الظلم ليس مرادفاً للقوة لكن تقبله بسلبية تامة يعني الضعف الذي يعطي قوةً في غير محلها للظالم.
إذا كان الظالم شرسٌا بطبيعته ذلك لأنه يقف على أرضية رخوة طرية أساسها الكذب والتلفيق، يخاف أن ينزلق فينكشف أمره، من بابٍ أولى أن يكون المظلوم أكثر شراسة كونه صاحب الحق ذا الأرضية الصلبة الواثق الذي لا يخشى شيئاً أكثر من أن يُظلَم! كل ذلك في حدود الأدب باستخدام الحجة والبرهان والله من قبل ومن بعد هو المستعان.
المظلوم في موقفه أمام خيارين، إما أن يضع حداً -بأن يبذل جهده قدر المستطاع- في مواجهة طغيان الظالم، أو أن يصمت فيتمرد الظالم أكثر وأكثر بسبب انعدام الرادع الداخلي والخارجي معاً، فيتكاثر الظالمون! أنا اليوم لا أكتب إلى من ظَلَم بل إلى من ظُلِم، أدعو لأنْ يكون السعي حثيثا في استرداد الحقوق، فأيّنا يقبل بأن يكون شيطاناً أخرس بسكوته عن حقه؟