أقلامهم

يوسف عوض: الحكومة التي تستقوي على أهالي “أم الهيمان”، هي نفسها عجزت أن ترد على الحكومة العراقية.

إلى جابر المبارك
كتب المقال: يوسف عوض
نقدم العزاء لأهالي ضاحية علي صباح السالم (أم الهيمان) سابقاً، بعد التأكد من نية الحكومة، توزيع قسائم صناعية بجوار المنطقة، حيث ضربت الحكومة ممثلة بجهاتها المختصة بعرض الحائط كل المواثيق الإنسانية والاحترام لمواطنيها، من أجل تحقيق رغبات وأطماع متنفذين عدة.
هذه الحكومة، التي تستقوي على أهالي “أم الهيمان”، هي نفسها الحكومة التي عجزت أن ترد رداً مقنعاً على الحكومة العراقية، بسبب تجاوزاتها على بلدنا في موضوع ميناء مبارك، حتى أخذت تقدم التنازل تلو الآخر أمام حكومة عراقية، هي الأخرى ضعيفة.
وهي نفس الحكومة التي ضحك عليها العالم وشركة “داو” الأميركية وأخذت منها فوق الملياري دولار، حتى غدت هذه الحكومة نموذجاً للضعف أمام الشركات الكبيرة، وهي نفس الحكومة التي أعجزها أحد النواب السابقين في مسألة قانونية تتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية، مما جعلها مادة دسمة للسخرية والنقد اللاذع من إحدى نائبات مجلس الأمة.
هي حكومة فقط تستعرض عضلاتها على أهالي “أم الهيمان” البسطاء ومنطقتهم المنكوبة بيئياً، حيث تتجاهل النداءات المتكررة منهم لإنقاذهم من تلوث مخيف يحدق بمنطقتهم، حكومة للأسف ينطبق عليها المثل “أسد عليّ وفي الحروب نعامة”!
كنت قد أكدت سابقاً في مقالين سابقين أننا أهالي منطقة “أم الهيمان” لسنا في عداء مع التجار أو منتفعي القسائم الصناعية، ولا نتمنى لهم إلا الخير ودوام التقدم، ولا يخصنا أي تعامل بينهم وبين مؤسسات الحكومة، ومادام الأمر وصل إلى الإضرار بصحة أهالي منطقة كاملة وتعريضهم لخطر الأوبئة البيئية المسببة للأمراض الضارة على الصحة العامة، عدا التسبب في تعريض المنطقة لهواء ملوث غير نقي وغير صحي… هنا لا نستطيع السكوت أمام تحركات التعدي على حقوقنا التي يكفلها لنا الشرع الحنيف والكرامة الإنسانية وأيضاً الدستور الكويتي.
أما إن كانت الحكومة تعتبرنا كاذبين وأننا ندّعي بغير دليل فيا مرحباً بها هذا “الميدان ياحميدان”… عليها أن تثبت كذب كلامنا، واننا نبحث عن المشكلات فقط، واننا كما قلت مسبقاً “ندور السوالف”!
على الحكومة أن تثبت عدم صحة شكاوى أهل المنطقة، لكنها تستهين برعاياها في “أم الهيمان” ولا تعتبرهم “كفو”، لذلك أقول للحكومة الموقرة كما قال الله تعالى “قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين”.
أتمنى من رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك أن يعطي الموضوع جل اهتمامه، فهو المسؤول التنفيذي الأول وأهالي المنطقة في ذمته، فإن كنت يا سمو الرئيس لا تظن بصحة كلام اللجنة التطوعية للمنطقة، فعليك وهذه مسؤوليتك أن تؤكد عدم صحة كلام اللجنة، وأن تواجهها بالأدلة والإثباتات، لكني متأكد يا سمو الرئيس أن أجهزة الدولة المختصة بهذا الموضوع لا توجد لديها أدلة مقنعة بعدم صحة كلام أهل المنطقة، هذا إن كانت توجد أدلة لدى تلك الجهات.
يا سمو الرئيس… أتعلم ما عذر مسؤولي الحكومة في مواجهتهم للأخ أحمد الشريع رئيس اللجنة التطوعية؟ كان عذر أحد المسؤولين هو أن المنطقة لا يسكنها سوى عدة مستأجرين يرحلون بين وقت وآخر!
هكذا اختزل المسؤول -هداه الله- تلك المشكلة البيئية، التي تعانيها المنطقة منذ اثنتي عشرة سنة!
سمو الرئيس… أهالي المنطقة ليسوا بشركة أميركية تتعسف ضد حكومتك، وليسوا مثل النائب السابق الذي بقدراته القانونية جعل الحكومة في وضع لا تحسد عليه… نحن لا هذا ولاذاك، نحن أبناؤك ننتظر من حكومتكم التعامل بمسؤولية تجاهنا فقط هذا ما نريده… هل أخطأنا في ذلك يا سمو الرئيس؟
اعذرنا… فالصراخ على قدر الألم يا سمو الرئيس، لأننا وقعنا تحت تصرف متنفذين ظلموا أهل المنطقة، ولم يحترموا الحكومة، ولم يحترموا مسؤوليتكم عن رعاية وحماية أهل منطقة ضاحية علي صباح السالم (أم الهيمان) سابقاً.