محليات

مؤكداً حرمة الخروج على الحاكم المنتخب بإرادة شعبية
المسباح: الانقلاب على الشرعية في مصر ستمتد آثاره السلبية على العالم الإسلامي

” العين تدمع والقلب يحزن لما يجري في كنانة الإسلام مصر الشقيقة ” بهذه الكلمات عبر الشيخ الدكتور ناظم المسباح عن ألمه الشديد وقلقه العميق لما آلت إليه الأحداث في مصر بعد أن أطاح الجيش المصري بالرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي ، مؤكداً حرمة الخروج على الحاكم الشرعي المنتخب بإرادة شعبية حرة وأن هذا الانقلاب على الشرعية سيكون له آثار سلبية على الأوضاع السياسية في عالمنا الاسلامي والعربي مستقبلا ، مطالباً كافة العقلاء في مصر بالعمل على خروجها من هذا النفق المظلم وعودة الأمور إلى مسارها الشرعي والدستوري نزولا عند رغبة ملايين المصريين الذين فاضوا كالسيول وغصت بهم شوارع مصر وميادينها وانتفضوا كما حدث الجمعة الماضية، مطالبين باحترام الانتخابات التي عبروا فيها عن اختيارهم بنزاهة وشفافية ، مشيراً إلى أن جنرالات الجيش المصري قد يكونوا قدروا الأمر بطريقة غير دقيقة بعد أن شاهدوا خروج الحشود المعارضة للرئيس مرسي ، لكن بدا واضحاً لكل عاقل ومراقب منصف أن تقديرهم لم يكن سليما فحتى الدول الغربية والمنظمات الحقوقية والشخصيات القانونية والسياسية أقرت بأن ما حدث هو انقلاب عسكري على حاكم شرعي منتخب لا يمكن تبريره ! وعلى المؤسسة العسكرية استعادة ثقة الناس فيها وتدارك الخطأ قبل استفحال الأزمة وإراقة المزيد من الدماء المحرمة فكل مصري دمه وعرضه حرام سواء كان من الشعب أو من العسكر .
 
حرمة الدم المصري
وأضاف أن الخوض في الدماء محرم شرعا ومجرم قانوناً مستدلا بقوله تعالى (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ) وقوله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما ) ، مناشداً العقلاء في القوات المسلحة المصرية أن يتعاملوا برفق مع إخوانهم المعتصمين اعتصاماً سلمياً في شتى ميادين مصر وألا يتعاملوا معهم بأي عنف ، ومطالباً المعتصمين بألا يُستدرجوا من أي طرف للمبادرة بالعنف أو الرد على أي استفزاز بالعنف أيضا حتى تمر الأزمة بسلام على مصرنا الحبيبة ، مؤكداً أن الدماء البريئة التي سالت أمام دار الحرس الجمهوري يجب أن يكون التحقيق فيها من أطراف مستقلة ومن الضروري محاسبة المتورطين فيها ففي القصاص العادل إطفاء لنار الفتنة .
 
القمع مرفوض

ورفض المسباح تلك الحملة القمعية التي تلت بيان الانقلاب ، حيث تم إغلاق القنوات الإسلامية والمعارضة للانقلاب بل وجرى التضييق على القنوات العربية والغربية المحايدة والموضوعية ، مديناً حملة الاعتقالات التي طالت الإسلاميين من النشطاء السياسيين وغيرهم !
 
دعوة للمصالحة

وناشد المصريين أن يتصالحوا وألا يحرقوا الجسور فيما بينهم فحالة الاستقطاب الحاد التي تعيشها مصر ليست في صالح أي طرف ، ولا يمكن لفريق أن يلغي الآخر ، ومصر باقية والكل زائلون وهذه المرحلة التاريخية إذا لم يتداركها العقلاء ستحدث شرخاً عميقاً وجرحاً بالغاً إذا دخلت فيها الدماء ! وإذا نجونا من الدماء فلن ننجو من جراح النفوس البليغة وأثرها على النسيج المصري المعروف بوحدته على مر السنين