أقلامهم

إيمان شمس الدين: حراك «البدون» المطلبي لن يتوقف، لأن معاناتهم باتت تشكل مأزقاً معيشياً حقيقياً.

حقوق «البدون» ومراوغة السلطة
الاسم: إيمان شمس الدين
• مشكلة «البدون» معقدة وتعامل السلطة لا يوازي حجم المشكلة، والمنظمات الدولية ترصد وتسجل ضد الكويت، فهل سيكون هناك حل؟
الديموقراطية الدستورية تتميز واقعاً بالمساواة بين الأفراد، بحيث تحفظ حقوق الأقليات وتمنع أي تمييز على أي أساس، وتتميز بالحرية التي هي واقعاً قيمة آلية ومهمة لقيم غائية أهمها العدالة.
وقضية «البدون» في الكويت مضى عليها قرابة 25 عاماً، بموازاة وعود كثيرة لم تنفذ منها إلا شذرات لا ترقى لمعالجة قضية بحجم هذه القضية الإنسانية.
بل ما قامت به السلطة مع تقادم الأيام هو مراكمة التعقيدات عليهم، وبإجراءات استصدار بطاقات الهوية الخاصة بهم، بل حتى بعض المعالجات التي قدّمتها بالتوظيف هي معالجات شكلية توحي للمنظمات الحقوقية بأنها – أي السلطة – تمضي في حل مشكلة «البدون».
ولأن الوعود لم تنفذ، فإن حراك «البدون» المطلبي لن يتوقف، لأن معاناتهم باتت تشكل مأزقاً معيشياً حقيقياً ينعكس على المخرجات التي تخرج من واقعهم، ورغم وجود عدد كبير منهم مبدعين ومميزين، فإن الدولة لا تقوم باستغلال تلك الطاقات وتوظيفها في مصلحة الكويت وتقدمها.
سيتحرك «البدون» في الثاني من أكتوبر لإعادة المطالبة بحل قضيتهم التي باتت تشبه إلى حد كبير تعقيدات القضية الفلسطينية، الحراك سيؤكد، بسلميته، حق «البدون» في العيش الكريم، فحل القضية حلاً معقولاً إنسانياً لا بد أن يؤدي إلى رفع رصيد الكويت الحقوقي ورعايتها، واليوم مع ثورات الربيع العربي بات واضحاً دور منظمات الحقوق في الضغط على الدول لتحقيق مزيد من الإصلاحات، لذلك سيكون الحراك مرصوداً من تلك المنظمات التي بدورها ستسجل أي انتهاك ضد المتظاهرين، وستسجل أين وصلت الدولة في مسيرة تحقيق وعودها والإيفاء بها في حل القضية إنسانياً، وتجنيس المستحق منهم.