أقلامهم

علي الذايدي: غول الفساد لم يستطع أن يوقفه مجلس الأمة فهل يستطيع «حتة» كاتب بلا حصانة أن يقف بوجه هذا الغول.

واخد بال حضرتك؟؟
علي الذايدي
-1
 بصفتي كاتب صحفي كويتي _وما أكثرهم_ فـأنا أتساءل ما فائدة ما نكتبه؟
وهل لما نكتب تأثير وصدى على أرض الواقع؟
أغلب كتاب المقالات يكتبون عن الفساد، وعن المفسدين، تعريضا وتلميحا، ويكتبون عن المبالغ التي تم اختلاسها، وعن متنفذين يتلاعبون بالمال العام، وغيرها الكثير من مظاهر الفساد.
ولكن ما الذي تغير ؟وما هو الأثر الذي تركته مقالاتنا على واقع الفساد في الديرة؟
 
الجواب، لا شيء
 
ومن يعتقد أن مقالا هنا أو هناك سيغير شيئا من الوضع السيئ الذي نعيشه فهو واهم، فغول الفساد لم يستطع أن يوقفه مجلس الأمة بلجانه ونوابه وأدواته الدستورية، فهل يستطيع «حتة» كاتب صغير لا يملك من المعلومات الكثير، وبلا حصانة أن يقف بوجه هذا الغول المتوحش المتجسد بشكل فساد مالي وإداري وسياسي تسبب في شل البلد ووقف التنمية.
 
إذن لماذا نكتب؟
 
لا أملك إجابة واضحة على هذا السؤال، قد نكون نكتب لكي نفرغ الطاقة السلبية التي فينا، أو نوع من التنفيس العصبي لكي لا ننفجر، أو قد يكون هناك سبب آخر، وهو إبلاغ بعض هؤلاء المتنفذين أننا بالخدمة، ففي ظل الصراع بين حيتان الاقتصاد والسياسة يتم الاستعانة أحيانا ببعض الأدوات، ومن هذه الأدوات كاتب هنا وكاتب هناك للتلميع أو للهجوم على الخصوم.
وفي ظل ثراء بعض كتاب الصحافة بسبب قربهم من بعض «الكبار» حاول الجميع دخول عالم الصحافة والحصول على عمود صحفي بجريدة لعل وعسى أن تتم الاستعانة به من قبل هؤلاء، فأصبحت الساحة الصحفية مرتعا لكل من هب ودب، ودخلت اللهجة العامية في لغة الصحافة الكويتية بسبب هؤلاء الطارئين على عالم الكتابة، وأصبحت الضحالة والسطحية سمة غالبة على فن المقالة الصحفية بسبب ضحالة الكتاب الذين حشروا أنفسهم حشرا على عالم الصحافة من أجل التغزل بعالم الكبار.
يقول أحد الكتاب الصغار في جريدة مصرية مغمورة العبارة التالية: أنا أكثر الكتاب نزاهة وشرفا في مصر، لأنني لم أحصل على عروض من أحد إلى اليوم»
وهذه حقيقة، فالبعض يدعي الشرف والهجوم على رموز الفساد لا لكي يوقفهم، ولكن ليشد انتباههم، وعندما ينتبهون إليه تنتهي موجة الاستشراف وتبدأ مرحلة التنفيع، ومن باب أن فاقد الشيء لا يعطيه لا يمكن أن نتوقع الإصلاح من كتاب المقالات ونسبة كبيرة منهم لا يريد محاربة الفساد بمقالاته بقدر ما يريد «لفت الانتباه».