كتاب سبر

فسيخ الاستجواب

دار حديث بين الرئيس المصري الراحل انور السادات والرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، حيث قال السادات لريغان: في ليلة ثورة 23 يوليو، كنت في السينما وشاهدت فيلماً من بطولتك. فقال له ريغان ضاحكاً: إذن فقد ساهمت أنا سيادة الرئيس في الثورة!، أعتقد جازماً ان مساهمة هذا المجلس حكومة ونواباً فى أحلامنا التنموية هى تماماً كمساهمة ريغان فى ثورة يوليو فكلاهما كانت مساهمته شغل افلام لا أكثر!
أنا وأحد الأصدقاء أختلفنا لا فيما يخص مين يحب الثانى أكثر لا سمح الله! ولكن حول عبارة: إياك واليأس من وطنك هل هى شعار أم  شِعر! هو يقول بأنها  شعار ولا أروع، اعتماداً على انه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس والوطن هو الحياة “سيم سيم”! اما أنا فأقول بأنها مجرد شعر مروع  بدليل أن “قوافى” أبياته الواقعية دائما “ما تجى على قفانا” ليصبح “قفانا” بعد هذا الشعار “زَجل المرحلة” وموشحاتها، وتصبح ساحة دغدغة المشاعر بعد القفا ” دبكة “من لا” دبكة ” له!
كيف اصبح الاستجواب اليوم يخرج من النائب ذراعاً ويرجع له شبراً وقد حذفت أغلب محاوره! من سمح بتقزيم هذه الاداة الدستورية العملاقة الى درجة انها اصبحت لا ترى بالعين المتجردة من ثياب المصلحة! ما الذى منع رئيس الوزراء من صعود المنصة والرد على اسئلة المستجوب!” هو السؤال حُرُم ” ,كم يقول اهل مصر، أم أن المنصة لا سمح الله صارت رجساً من عمل الشيطان يتعوذ الوزير منها و” يتفل  بعبه ” ثلاث مرات قبل صعودها! من الذى جعل مجلساً كان أول أعماله توزيع ” منيو” الاستبيان على طاولات المواطنين ليختاروا ما يعجبهم من اطباق الأولويات، ليختم اخرها “يا الله حسن الخاتمة” بسد شهيتهم التنموية عند رفض مناقشة بطء تنفيذها  فى استجواب علنى وعلى عينك يا تاجر! ما الذى جعل  “تفاصيل الفزعات” تدور 180 درجة من استجواب الفهد الى استجواب المبارك فاصبح شطب المحاور هناك “سوالف راعين النحشات” وشطب الاستجواب هنا “سوالف تصير بأحسن الاستجوابات”!  
قبل أن اسمع اجاباتكم اوصيكم ونفسى بغض البصر معاشر المواطنين ,فقد أسقط استجواب العدسانى ورقة التوت الاخيرة من على جسد المواقف السياسية . وأصبح الوضع “مفسخ” يلعب والعياذ بالله على المكشوف! بل وربما تعتق ” التفسخ” فى القابل من الايام وتحول إلى “فسيخ  ريحته فايحه” تحتاجه عادات وتقاليد فعاليات مواسم “شم التنسيم ” المبدئ عندنا وهى كثيرة والحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه!