كتاب سبر

أرحل يا جابر

أعتقد أن الكل يتذكر أن حملة “أرحل يا ناصر” ظهرت بعد الإخفاقات المتتالية لحكومات الشيخ ناصر المحمد المتعاقبة، ثم جاءت قضية الإيداعات المليونية لتكون القشّة التي كسرت ظهر البعير.. المشهد الحالي يوحي بأن حملة “أرحل يا جابر” باتت على الأعتاب، ولن ننتظر طويلاً حتى نسمع عبارة “أرحل يا جابر” تتكرر على ألسنة الكثيرين، لأن السخط الشعبي على الحكومة وصل إلى الدرجة التاسعة بمقياس ريختر الشعبي.
في الوقت الحالي يوجد سبعة استجوابات جاهزة لوزراء في حكومة جابر المبارك، وعليه فإن من المرجح أن تستقيل الحكومة قبل جلسة يوم الثلاثاء القادم لتجنب المسائلة، وعندها سوف ننتظر اسبوعين لتشكيل حكومة جديدة لتعود نغمة أن الحكومة والوزراء الجدد يحتاجون إلى فرصة جديدة لأنهم غير مسئولين عن الأعمال السابقة. إذا كان معدل بقاء الحكومات الكويتية لا يتجاوز تسعة أشهر، وفي كل مرة يقال أعطوا الوزراء فرصة فلا أدري متى يمكن محاسبة الوزراء؟ لنكن صريحين بأن العلة الرئيسية ليست في الوزراء، وإنما في رئيس الوزراء نفسه. الكل يعلم أن قدرات رئيس الوزراء جابر المبارك محدودة للغاية، وكما قال النائب السابق ضيف الله بورمية فإنه لا يصلح حتى رئيس قسم في وزارة فكيف يصلح لقيادة دولة؟! وما يزيد سوء الوضع بالنسبة لجابر المبارك أن عيال عمه الشيوخ يتأمرون لإسقاط حكومته لكي يظهر بمظهر غير القادر على رئاسة الحكومة.
عندما يتساءل الكثيرون عن سبب عدم تغيير رئيس الوزراء الحالي برئيس قادر على إدارة البلد، يكون الجواب أن البديل غير موجود، وأن الجود من الموجود، وأن جابر المبارك هو أحسن ما هو متوفر، وهو ما يعطي المجال لبعض المتملقين لوصف جابر المبارك بأنه رجل المرحلة، وهو نفس الوصف الذي أطلق سابقاً من قبل مسلم البراك على ناصر المحمد بأنه رجل المرحلة ثم أصبح رجل المرحلة يوصف بأنه “طباخ السم”، وأغلب الظن أن جابر المبارك سوف يلقى نفس المصير.
إذا كانت الأسرة الحاكمة غير قادرة على إبراز رئيس وزراء “عليه القيمة” فلماذا تزعل إذا ما طالب البعض برئيس وزراء شعبي. الناس تقبل برئيس وزراء من الأسرة بشرط أن يكون يملأ منصبه لا أن يكون “بطرق البشت”، لكن الناس بالتأكيد لن تقبل باستمرار الحالة الكسيفة التي عليها البلد بحجة أن ناصر أو جابر هما أحسن ما لدينا لرئاسة الحكومة. يجب على الأسرة الحاكمة أن تعي أن الوضع تغير عن السابق ولم يعد الشعب يقبل بأي رئيس وزراء فقط لأنه شيخ حتى لو كان من نوعية المتردية والنطيحة. إذا استمر الحال على ما هو عليه وهو الاحتمال الأرجح فمن المؤكد أن نسمع قريباً عبارة “أرحل يا جابر”.