كتاب سبر

هفوة حشد والهقوة

“حشد” ليست أولى الحركات السياسية في الكويت ,فقبلها ظهرت حركات سياسية “ياما” و” ياما” .ولكن ” حشد ” وإن لم تكن الأولى تاريخياَ ,ولكنها استحقت أن تكون ” راعية الأوله ” فى تجاوز المقاسات الأيدولوجية كشرط للانتساب ,وهو “أولٌ” لو تعلمون عظيم ,فهنا كلنا عيال قرية وكلٍ يعرف أخيه ,و”أخيييه” من واقع سياسى  فيه لكل مقام حركى سياسى مقال فئوى او طائفى يليق به , و”أخيييه مرة ثانية علشان الحبايب” من مقال أيدلوجى ساخر يضبط لمقام حركى “مسخرة” حركات الإعراب ,وأوزان الأشعار ونوتات ” النقازي” , ولا عليكم إن دندنت بعض الحركات السياسية على عود بخورها الانشائى  لتطيب الخواطر وتتغنى  بموشح “نحن نمثل جميع أطياف المجتمع .. يا لا لا لى ” فستبقى أذن الواقع المعاش لها بالمرصاد وستعطى دندتنها “طاف ” حتماَ !
حشد عداها العيب من هذه الناحية ,ولكن نواحيها الأخرى معرضة للنقد ولا شك ,فمقناص الديموقراطية فيه كل ” محتركة سياسية ” حلال ,ما دامت تركض أمامنا وتدور حول مضمار حقل السياسة . ولن يكون الانتقاد قطعاً حول الشعار او الاسم كما يحلوا للبعض ان ينتقد , فالشعار لو ضر حزباً لأضر شعار “حمار” الحزب الديموقراطى الامريكى به وهو حزب يحكم اقوى دولة في العالم حالياً ,والاسم المختصر ” حشد ” حتى لو لم يشبه ولو من بعيد الحروف الاولى “لحركة العمل الشعبى ” ولكن هذه ” هفوة ” اصطلاحية  لا تضر بشئ ” الهقوة ” بحشد ,فالاسماء هنا لا تدل غالباً على المسمى والمكتوب ليس بالضرورة مبين من عنوانه , والأسامى السياسية تتداول عندنا في بورصة ببلاش ” وخذ لك بلاشين مجاناَ” وما يجعل للحركات قيمة هو ” قيم  الأفعال ” التى تنقشها على صخور الاحداث المنظورة لا الأسماء ,وكم يا سادة من حركات سياسية طرزت عنوانها ” بالوطنى ” وأثبتت مختبرات المبادئ لاحقاً  ان جيناتها لا تمت للوطن بصلة ولا “بثومة” حتى ! ,وكم من حركات سياسية ليبرالية كان شعارها حريات الفرد فصار واقعاً “حرية فرد حمزة ثاير ثاير” على حقوق ومكتسبات خلق الله -فيما عداهم طبعاَ  -و” بالمليان” ! ومن المنتقدين أيضاً من ركز على أعداد الحضور رافعاً شعار عادل امام الخالد : ” الساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب” !  والأعداد و” المقاعد الفول” هى أمور قد تنفع  لقياس شهرة مطرب أو فنان مسرحى ولكنها قطعاً لا تفيد لتقييم حركة سياسية توزن امورها بالكيف لا بالكم ,فمقياس تأثير التنظيمات السياسية ليس شباكاً للتذاكر بقدر ما هو شباك صيد فوائد يرمى في بحر المجتمع  فيجمع درر النخب الذى عليهم تبنى قواعد التنظيمات السياسية .
 الانتقاد الموجه لحشد والذى أراه منطقياً هو عدم نشرها لميثاقها الأساسى مكتوباً ليطلع عليه الجمهور قبل الدعوة الى تسجيل المنتسبين , فالميثاق هو الذى يوضح أهداف الحركة الأساسية ومبادئها وحقوق منتسبيها وواجباتهم , وهو الذى يكون ” مسودة ” النظام الأساسى الذى يتم طرحها للتصويت أمام الجمعية العمومية فان قررت أبقت عليها كما هى أو عدلت عليها بما لا يخالف الخطوط الرئيسية لأهداف الحركة والتى تم الانتساب بموجبها , عدم وجود ميثاق اساسى مكتوب ومعلن يجعل الانتساب الى “حشد” بمثابة توقيع على بياض وهو أمر قد يصح بين صديق وصديق بحكم ” الميانة ” والثقة ولكنه لا يصح ين منتسب وحركة سياسية فليست ” الميانة ” قطعاً من مبادئ العمل السياسى, الأمر الأخر هو عدم استغلال الفرصة لإجراء أول بروفة للحكومة المنتخبة ” إلياذة حشد ” الكبرى ,وهى بروفة تقتضى قيام الجمعية العمومية بانتخاب المناصب وبصور علنية وشفافة من الأمانة العامة إلى  الأمين العام وامين السر وغيرها ولكن مع الأسف فوجئنا كمتابعين بان سيناريو المؤتمر التأسيسى كان ندوة ,فتصفيق ,فكلام, فتزكية, فسلام عليكم ! .
أخيراً ان كنت تداولت في ” سوق النقد ”  أخطاء “حشد” فذلك لأننى ارى أن درهم نقد خيرٌ من قنطار نفاق وكل التوفيق لحشد وشبابها الذين نتأمل منهم ومنها رسم خط سياسى جديد ورائق على سطور ديموقراطيتنا العجوز ,