كتاب سبر

موس الترشيد ولحية المواطن !

لا يخفي عليكم ,أن سطور التصريحات الحكومية تشبه “خط الأطباء” تماماً,الأمر الذي  يُصعّب على المواطن البسيط فك طلاسمها بدون اللجوء الى صيدلي سياسي  أو اقتصادي او دستوري  , ولكن وبخلاف المتوقع جاء التصريح الأخير لوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله  مفهوماً و”على وضح النقا” كما يقال في العامية ! , واضح الى درجة اننا وبقليل من الثقافة الشعبية البسيطة نستطيع فهم محتواه ومراميه .
معالي الوزير يقول ان الحكومة كانت سعيدة خلال الثمانية والاربعون شهراً من السنوات الأربع للفوائض  المالية وأنها فكرت فقط خلال  الشهرين الماضيين, عندما بدأ البرميل ” يبط جربة” الانخفاض وينزف الدولار, تلو الدولار ,تلو الدولار !,, وليت حكومتنا  السعيدة سابقا ,المفكرة حالياً ,استشارت أيام السعادة والانشراح ,خبيراً في الامثال الشعبية ليفسر لها معني مثل : “لا تفرحين بالعرس تري الطلاق باكر “, وأنا واثق كل الثقة  بان هذا الخبير الشعبي سيوصل لها المعلومة و لن يكلفها سوى استكانة شاي  واحدة فقط لا غير , مما سيوفر عليها ملايين الدولارات أجور استقدام الخبراء الاجانب ومكافئات اللجان التخطيطية ! .
وشدد معالي الوزير حفظه الله ,وأسعده, خلال تصريحه على أهمية التعامل مع الانخفاض من خلال الترشيد وتضخيم الايرادات غير النفطية  وانا اشدد كذلك بدوري على تقديم استكانة شاي ثانية للخبير الشعبي لتساعده على الشرح المستفيض  لنا عن خوافى مثل شعبي اخر يقول :” ان حلقوا لحية جارك فبلل لحيتك ” !  فتجاربنا السابقة علمتنا ان حلق لحية الميزانية “بموس الترشيد”  او بتضخيم الايرادات  الغير النفطية كالرسوم والضرائب سيطال ولا شك دخولنا كمواطنين حتي وان صرحت الحكومة بخلاف ذلك  , سواء اكانت “الحلاقة عكس” من خلال الغاء الدعم  المباشر على الخدمات او ” وش واحد ” عن طريق ترك الاسعار “تتغلى وتتدلع ” على حساب مرتبات ذوي الدخل المحدود ! , المهم أن “الموس الحكومي” خلال “تحليقة الترشيد” الميمونة  إن ” طمنته فللحية  مواطن وان رفعته  فلشارب  مواطن أخر ” ! .
التصريح مفهوم جداً فشكراً لمعالي الوزير الا ان عبارة واحدة  اغتمت على وهى عبارة : “السكين قاربت العظم”.  فمنطقيا جسد تنميتنا مشلول,ولا يمكن ان يحس بالألم اطلاقاً , ولولا  ستر الله ثم اجهزة التنفس البترولية التي تمده “بأوكسجين الدولارات” كل يوم , لكان في خبر كان واخواتها ومن يعز عليها !!
وعموماً  لا بأس باستكانة شاي ثالثة لخبيرنا الشعبي -وليسامحنا الله على الهدر والتبذير- ولننتظر معاً ان يشرح  لنا ولحكومتنا السعيدة -وبالتفصيل الممل – معاني وحكم المثل الشعبي : فالج لا تعالج ! .
@bin_7egri