كتاب سبر

المجاهدون .. والطغاة والتيارات والأحزاب في الميزان

عندما تكلم العرب في حقوقهم ومطالبهم من خلال التيارات والأحزابالمدنية كالقومية الإشتراكية اليسارية ، والليبرالية والعلمانية بشكلعام، وبعض الأحزاب الإسلامية بعد اضطهاد الطغاة ودول الكفر لهم …كان المجاهدون في ذلك الوقت يطبقون ما تقوله تلك التياراتوالأحزاب على أرض الواقع … فمنذ سقوط الخلافة العثمانية ، والعربيتفوقون على بقية الأعراق والقوميات بالاستنكار والشجب والتنديد …وقد تقدموا وبشكل ملحوظ وملفت للنظر باعتلاء المنصات للنياحةواللطم والعويل التي تُختم كالعادة ، ببضعة “تصيفقات وتصفير”وبعدها كل حزب وتيار يغني على ليلاه !!

كان العرب -حكام وأحزاب وتيارات- في خطاباتهم وتصريحاتهم دومايستندون على الوحدة العربية فقط دون الاعتبار للأمة الإسلامية التيهي المكون الكبير والارتكاز الحقيقي ، حتى أنهم نفّروا الشعوبلإسلامية من القضية الفلسطينية وذلك من خلال شعاراتهم العرقيةوالقومية الجوفاء التي اقصت الشعوب المسلمة واحتكرتها على العربفقط … بينما كان المجاهدون وقتها يجسدون الوحدة الإسلامية منخلال الدفاع عن الإسلام ونصرة المسلمين المستضعفين … جميعالأحزاب والتيارات قالت بأن لديها حلم وهدف تسعى للوصول إليهوتحقيقه ولكن في حقيقة الواقع كانت تلك الأحزاب والتيارات تقففي محطات الطغاة والغرب وروسيا وإيران لبيع مبادئهم وشعاراتهمالرنانة مقابل حفنة من الدنانير طلبا للرفاهية على حساب أحلام شعبفلسطين والشعوب العربية المضطهدة … في هذا الوقت كانالمجاهدون يصعدون سلم المجد الواحد تلو الاخر من خلال بذلالأرواح والدماء والتضحيات دون دعم ومساندة من الجيوش والأموالالعربية.
 فلا تحدثني بعدها يا عربي عن صمود وممانعة الأحزاب والتياراتوالطغاة ، والمجاهد أمامك يقدم روحه ودمه مقابل نصرة الإسلاموالمسلمين المستضعفين أو الموت في هذا السبيل شهيدا.… فلا وجهللمقارنة هنا إلا في عين حاقد  جعلته البغضاء والكراهية أعمى ، أو فيعين خبيث يعلم صدق المجاهد ولكنه يكذبه لوقوف المجاهد فيسبيل تحقيق أطماعه.… ومن الاخر، إذا كالوا الطغاة وتلك التياراتوالأحزاب في الميزان سيجدونه ناقصا مقابل كفة المجاهد.

ملاحظة: قال ‏الإمام ابن كثير: “الطعن بالمجاهدين من دلائل فسقالرجل” … نصيحة لمن يجلب أسوأ ما ظهر في التاريخ من فرقوجماعات منحرفة ويلصقها بالمجاهدين، (ليس كل داعشي مجاهدوليس كل مجاهد داعشي).