أقلامهم

الأمانة والعدل

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}
النساء (58 )
فرض موضوع رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة نفسه على الساحة وأصبح حديث القوى السياسية ونواب الأمة والمهتمين بالشأن العام ومع استمرار إخفاق الحكومة المستمر برئاسة الشيخ جابر المبارك من القيام بواجبها والنهوض بمسؤولياتها وانتشار الفساد في مفاصل الدولة حتى وصل الأمر الجانب الأمني بتهريب مستمر لحاويات من الموانئ الكويتية دون تفتيش والأخطر عدم العثور على أكثرها بل ودخول أجانب إلى الكويت والخروج منها دون إثبات ، ذلك وفي ظل تهديدات إيران والعراق و عصابات حزب الله والمليشيات الطائفية كالحشد الشعبي و اكتشاف خلايا جاسوسية و إرهابية عميلة لإيران و تحذير وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أكثر من مرة من تزايد وتيرة تهريب السلاح إلى الكويت ووصل التسيب الأمني أن لا تجد أياً من موظفي الجوازات والجمارك في ميناء بحري رئيسي كالشويخ و دخول وخروج المسافرين دون حسيب ولا رقيب مما يهدد أمن واستقرار الوطن ويعرض حياة المواطنين والمقيمين للخطر فالمجال مفتوح لتهريب الأسلحة والمتفجرات وكذلك لدخول إرهابيين عملاء لإيران أو داعش يتحينون لحظة تلقيهم الأوامر للإفساد في الأرض ونشر التفجيرات والاغتيالات في الكويت والأخطر أن يكون هناك مليشيات مدربة وجاهزة للسيطرة على الكويت في ساعة الصفر عندها نصبح على ما أصبحنا عليه في 2/8/1990 يوم الغزو العراقي المشؤوم ولكن هذه المرة باحتلال داخلي من إيران والعراق و عملائهم من الوافدين من أصحاب النفوس المريضة ممن يعيش بيننا ويأكل من خيرنا ويتربص بنا الدوائر، وإذا التفتنا إلى باقي مسؤوليات الحكومة كالاهتمام بالتعليم فنرى تردي أحوال التعليم و سوء مخرجاته و انتشار الشهادات المزورة التي امتلأت بها المؤسسات التعليمية وسوء الوسائل التعليمية ، و أما الصحة فيكفي أن تراجع أي مستشفى مريضاً تزداد مرضاً إلى مرضك من سوء الإدارة والتنظيم وسوء الخدمة ونقص الأدوية والمعدات الطبية القديمة ، وعلى مستوى خدمات الوزارات يعاني المواطن الأمرين من أجل أن ينجز معاملته و يشتكي الناس من انتشار الرشوة على جميع مستويات السلم الوظيفي إلا من رحم الله وقليلٌ ما هم و إذا نظرت إلى الفساد وانتشاره وتحكمه في مفاصل الدولة وعدم معاقبة أي مفسد علمت أن الفساد مستحكم ومتحكم فينا وأن له السطوة في الكويت فسرقات العلاج بالخارج والحصى المتطاير في الطرقات و حرائق جامعة الكويت في الشدادية وحفظ بلاغات الفساد من النيابة لنقص المعلومات أو الخطأ في الإجراءات أو قصور في التشريعات واستيراد اللحوم والأغذية الفاسدة التي تسمم أبدان الناس دون عقاب ومشاكل بيوت الإسكان التي لم يعاقب عليها المقاول والإفساد في انتخابات مجلس الأمة بدفع الرشاوى و النواب القبيضة والحديث عن شراء مناصب مهمة بالدولة بالمال السياسي و بيع الجناسي و تزويرها وبيع أوهام حل المشكلة الإسكانية على المخططات بل وصل الأمر في فشل الحكومة وعجزها بتدخل الديوان الأميري ليبني مشاريع تخص الحكومة ومن مسؤولياتها كالمطار والمستشفيات و الجسور بل وحتى مركز الشيخ جابر الثقافي والحدائق العامة فهل هناك دليل على فشل الحكومة ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك مع احترامنا الشخصي له من أن يتنامى الفساد بكل نواحي البلد وصل الفساد بتهديد أمن و أمان الوطن والمواطنين والمقيمين ولا أبالغ إن قلت إن الإهمال الواضح يهدد استقلال الكويت ووجودها في ظل وجود عصابات حزب الله ومليشيات الحشد الشعبي كما أسلفت.
إن الواقع يفرض نفسه والفشل في أداء الحكومة ينطق في كل مناحي حياة الكويتيين هذا ولم أتكلم عن الفرص الضائعة والأحلام المشروعة للكويتيين بوطن مثالي يضرب فيه المثل ويكون منارة للعلم والحضارة والإدارة بفضل الله ثم بعقول وسواعد أهل الدار الذين ضاعوا بين فشل بعض الشيوخ وطمع بعض التجار المفسدين و مصالح بطانة السوء نقول ذلك وكنا نتمنى تدارك الأمر عبر اختيار أعضاء الحكومة من أهل العلم والكفاءة والثقة وهم كثر و لكننا لا نجدهم حيث يجب أن يكونوا.
إن الدستور الكويتي رغم إعطائه صلاحيات واسعة و كبيرة للسلطة التنفيذية إلا أنه كذلك فتح المجال للشعب بممثليه بمجلس الأمة أن يحاسب الحكومة ويراقبها ويشرع للأمة ما فيه مصلحتها فإن أحسن الناس اختيار نوابهم انعكس ذلك عليهم إيجاباً بعد الله وإن أساؤوا الاختيار دفعوا ثمن ذلك من حياتهم واستقرارهم وأمنهم و حاضرهم و مستقبلهم و أبنائهم و هو ما نشاهده اليوم و نخشى منه على مستقبلنا ومستقبل أبنائنا.
فالموضوع باختصار أن الكويت تريد رئيس وزراء من أصحاب الكفاءة والخبرة والأمانة والقوة إن كان من أسرة الصباح فأبركها ساعة أو من أبناء الشعب الكويتي فنعماً فيهم فالمصلحة العامة مقدمة على مصلحة الأفراد مع إنني أتمنى أن تقدم الأسرة الحاكمة أهل الكفاءة والأمانة والعلم والدراية فيهم.
نسأل الله أن يحفظ الكويت دار أمن وأمان ويحفظ أهلها من كل شر ويوفق الراعي والرعية لما يحبه ويرضاه.
والله ولي التوفيق .

الوسوم