أقلامهم

سعود العصفور

‏عدت من المقبرة بعد أداء واجب العزاء في المرحوم محمد عبدالله الزعبي نسأل الله له المغفرة والرحمة ولأهله الصبر والسلوان.
في ‏طريق عودتي مررت بجانب السجن المركزي ولفتت نظري أسواره الشاهقة وتذكرت أخ دنيا وصديق عمر يقبع وراء تلك الأسوار فهاجت بي الشجون حتى أني خاطبتها.
يا أسوار السجن العالية تعالي أخبرك عن سعود العصفور..
يا أسوار السجن العالية تعالي أخبرك عن رجل كريم وصديق قل للزمان أن يجود بمثله.
يا أسوار السجن العالية تعالي أخبرك عن رجل عرضت عليه كل مغريات الدنيا ورفضها مقابل مبادئه حين كان يملك ويدير أكبر منتدى بالوطن العربي.
يا أسوار السجن العالية تعالي أخبرك عن رجل نظيف شريف دخل غمار السياسة حتى أخمص قدميه وخرج منها كما دخلها نظيفا شريفا لم تلوثه بقذارتها المعروفة.
يا أسوار السجن العالية تعالي أخبرك عن رفيق سفر وزميل دراسة وصديق عمر لم يتغير ويتبدل.. فهو كما عرفته منذ ٢٥ سنة لم يتغير أو يتبدل.
أسأل الله رب العرش العظيم في ساعة الاستجابة هذه أن يفك عوقك يا سعود العصفور وترجع لأسرتك الصغيرة ولأطفالك وأهلك وأصدقائك.

نقطة أخيرة: في منتصف عام 1993 في نيويورك حيث كنا نسكن وجدت لدى سعود مظروفا كبيرا للتو وصل بالبريد ومكتوبا على غلافه شركة أرامكو، دفعني الفضول فسألته عن محتوى الرسالة، فسلمها لي، وإذ بها خطاب شكر وتقدير من قطاع تقنية المعلومات في شركة أرامكو وتهنئته لفوزه بالمركز الأول في تصميم موقع إلكتروني في الوطن العربي.
تصوروا هذا الكلام حين كانت الأمية والجهل بتقنية المعلومات حاضرة بشكل مكتسح في الكويت والوطن العربي سعود العصفور يصمم موقعا إلكترونيا يفوز بالمركز الأول على الوطن العربي. وهو أمر جعله من رواد تقنية المعلومات في الكويت والوطن العربي ما أهله ليصمم أكبر منتدى حواري في الوطن العربي كان بمنزلة برلمان عربي موحد اجتمع العرب فيه كلهم.