أقلامهم

مآثر أهل الكويت وآثارهم في رحلات الحج

بدأت حملات الحج الكويتية منذ زمن طويل، فيذكر أن الحاج فهد بن راشد الدويلة (1772-1845) سيّر حملة حج على الإبل سنة 1800، ويعتبر من أوائل أصحاب حملات الحج في الكويت، وأقدم حملة وثقت بدايتها.

‏وفي سنة 1906 ظهر أول توثيق أدبي لرحلة حج كويتية قام بها الشيخ عبدالله الخلف الدحيان عن طريق قصيدة شعرية نظمها من 156 بيتاً لما حج مع جماعة من آل البدر، كما قام مساعد يعقوب البدر بتوثيق لرحلة الحج على الجمال 1932، ثم طبعت في كتاب «الرحلة الميمونة إلى بيت الله الحرام».

وارتبط موسم الحج بأعمال الخير للكويتيين، ففي ‏سنة 1906 تكفل الحاج عبدالرحمن الرومي وعمره حينها 30 عاماً بحملة حج كاملة لـ80 حاجاً رجالاً ونساءً، وكان لعائلة الفلاح حملة حج على الإبل في الكويت، ويخصصون سنويا إبلاً مجانية يحملون عليها الفقراء للحج، وأما ‏الحاج عبدالله محمد العوضي (1895-1963) فقد شيد عمارة سكنية في المدينة المنورة، وجعلها وقفاً للحجاج، في حين بدأ المحسن إبراهيم الجريوي في 1982 بتحمل تكاليف الحج لـ50 شخصاً سنوياً من غير مال الزكاة.

كان الحج قديماً بالغ المشقة، ومع ذلك حرص أهل الكويت على المبادرة به، وهذا ما دعا «زهرة ديكسون» أن تذكر أنه في سنة 1946 «أثار استغرابنا أن زوجة يوسف القطامي مع رغد حياتها اختارت الحج إلى مكة وهي تمتطي جملا لأن المسلم يأمل بتواضعه ثوابا أكبر»، لكن هذا لم يمنع شاعر الكويت المشهور فهد بورسلي أن يقول قصيدة يتشكى من الحج على الإبل ومطلعها:

أنصح التاجر نصيحة والفقير

لا يحدونه على ركب البعير

والمرأة الكويتية لها نصيب في حملات الحج، فالحاجة منيرة العلندا (1897-1967) أسست حملة بمساعدة زوجها سليمان الدبيان وشقيقتها مزنة، وأوقفت بيتاً بقرب الحرم المكي على طلبة العلم والحجاج يسع قرابة 80 شخصاً.

ومن الطرائف في سنة 1953 رفع حجاج حملة (الفهد) برقية إلى ولي عهد المملكة العربية السعودية تناشده إعفاء الحجاج الكويتيين من رسوم الحج التي تأخذها هيئة المطوفين بالمدينة، وتم قبول الطلب وإسقاط هذه الرسوم إلى يومنا هذا. فتاريخ الكويتيين مشرف وآثارهم طيبة والله الموفق.

*جمعت المعلومات التاريخية بالمقالة من مراجع مختلفة.